العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ

«دواعيس الديه»...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

منذ شهور كثيرة، وبعد أن تم إعلان اختيار قرية الديه في مشروع تطوير القرى والمدن، شرعت الجهات المعنية في إصلاح الطرقات البالية في هذه القرية، وتفاءل الأهالي خيرا بذلك، وخصوصا أولئك الذين استيقظوا ووجدوا الطوب الأحمر على عتبات منازلهم.

الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، ولكن شوارع القرية التي تمت تعريتها من الإسفلت لم تتغير منذ أكثر من شهر، وأصبحت القرية كالصحراء الحارة برمالها وغبارها، وما أجمل مناظر السيارات حين تمر على الرمل والحجارة! ولا ننسى مشهد أغطية مسارات المجاري التي تطفو على الرمل وتجعل السيارة تموج براكبيها، ولو أجرينا إحصاء عن عدد الحوامل اللائي وضعن حملهن قبل أوانهن لوجدنا أن النسبة ارتفعت في قرية الديه!

هناك مرض آخر شاع في القرية، وهو «الإسهال»، فمعظم بطون الأهالي «تخرب» نظامها بسبب الرج والهز الذي يطالهم... الغريب أن قرية الديه ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، فهناك قرى ومجمعات أدرجت ضمن هذه الخطة وضمن خطة وزارة الأشغال للتطوير، ولكنها بقيت على حالها من دون أن يتبدل وضعها إلى أن يأذن الله.

وقرية الديه ليست الوحيدة التي تعاني من تدهور شوارعها وطرقها، فلدينا أمثلة أخرى لا تقل عن هذه القرية، فجنوسان والدراز وغيرها من القرى أمثلة مؤلمة بكل ما تحمله الكلمة، ونعتقد أنه قد آن الأوان لإصلاح ما أفسده الدهر وتزويد كل القرى بخدمات البنى التحتية، وهذا أقل ما يستحقه أهلوها... ولكن من يدري ربما كان بقاء القرى على حالها محاولة لإبقاء التراث على حاله من دون تغيير، فما أجمل المناطق القديمة والشوارع البالية، والبيوت المتهالكة و»الأوادم الدايخة»، وأضف إلى ذلك بعض الانقطاعات في الكهرباء، وستكتمل المعادلة على أتم وجه، فما أروع الحفاظ على مقتنيات وتراث الأجداد، فكم يساوي البقاء تحت منزل متهاو سكنه الأجداد، ألا يستحق العيش فيه حتى لو سقط على ساكنيه؟!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً