العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ

كيف يصعد الاتفاق لأولى القدم؟

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

نادي الاتفاق يقع في قرية الدراز التي تعتبر من أكبر القرى في المحافظة الشمالية بل وعلى مستوى المملكة، من خلال المساحة الجغرافية أو عدد السكان الذي يؤهلها إلى ان تكون من القرى المتكاملة في التقدم الثقافي والاجتماعي والسياسي والرياضي، وهي كذلك في معظم الفعاليات والأنشطة المختلفة.

وتحتضن قرية الدراز الكثير من العقول الراجحة في جميع المجالات والتي من خلالها تتبلور كل الآمال والأماني من الشأن النظري إلى العملي ومن ثم تحقيق النتائج الإيجابية.

نحن هذه المرة سنركز على الجانب الرياضي في هذا القرية من خلال وجود نادي الاتفاق، وبالأخص سنتناول في كلامنا كرة القدم التي يمارسها الأكثرية من سكان هذه القرية والملاعب الرملية المتوافرة في معظم مناطق القرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والتي تضم فيها الصغار الذين يمتلكون الموهبة الفذة بالفطرة، إما عن طريق الإرث الذي تركه الوالد أو العم أو الخال أو الشقيق أو الجار أو ابن هذه القرية أو رجالها المخلصون الذين كانوا يوما من الأيام يصولون ويجولون من أجل رفع السمعة بين أندية البحرين.

منذ أن صعد النادي إلى الدرجة الثانية في بداية السبعينات بعدما اجتاز الدورة السداسية بكل جدارة واستحقاق وكان يومها يعج الفريق بالنجوم الذين استطاعوا أن يتركوا بصمات واضحة على الفريق مازالت تذكر إلى يومنا هذا.

وبقي الفريق سنوات عدة في هذه الدرجة ولم تكن لديه القدرة الكافية على الصعود إلا في بداية الثمانينات عندما قهر ظروفه ونافس مدينة عيسى ولعب معه مباراة فاصلة استطاع من خلالها الصعود إلى الدرجة الأولى.

وكنا نتوقع أن الفريق في تلك الأيام سيعمل جاهدا على أن تكون آماله المستقبلية الصعود إلى الممتاز، ولكن خلال العشرين سنة الماضية أو قل أكثر كان الفريق الأول يراوح مكانه، بل لم تكن لديه الجرأة لأن يكون مع فرسان الرهان الذين يتنافسون على صعود الممتاز وكأنه انتهت مهمته بمجرد صعوده إلى الدرجة الأولى.

ولم تكن لدى مجالس الإدارات التي تعاقبت في تسيير أمور النادي الرؤية المستقبلية للفريق ولا الاستراتيجية الواضحة ولا البرامج المخطط لها مسبقا بالأمور العلمية، ولم توضع خطة عمل منظمة وواضحة على سنوات مستقبلية تحمل الهدف الأكبر من أجل الصعود.

هذه السلبية التي عاشها أبناء الدراز طوال هذه السنوات العجاف تقودنا إلى سؤال مهم نأمل الإجابة عليه: هل أن قرية الدراز غير قادرة على إنجاب المواهب وزجها في فرق القاعدة ثم الوصول بها إلى الفريق الأول ليكون الفريق جاهزا ومعدا للصعود إلى الممتاز؟

من خلال متابعتي المستمرة لهذا النادي أيام الثمانينات لكوني لاعبا في فئة الشباب والفريق الأول رأيت أن النادي يعج بالمواهب التي تمتلك المهارات الفردية والتهديف الفريد، ولكن النادي لم يستطع أن يبلور عمل هذه المواهب وتفجيرها بالشكل السليم لعدم وجود الاهتمام من قبل إدارات النادي التي غابت بكل حواسها وكيانها ووجودها عن هذه المواهب الفذة، وكان اختيار المدربين للفئات العمرية بصورة عشوائية وغير مدروسة ما جعل المستقبل لهذه المواهب غامضا وغير واضح، فأدى ذلك إلى الهجران والابتعاد والى غير رجعة وصارت تنتقل إلى أندية كبيرة أخرى، فجعل الفريق الأول كفريق «كومبارس» في الدوري من موسم إلى آخر.

حتى فترة الدمج مع مقابة وبني جمرة لم تولد الجديد بل زادت المشكلات، فصار الفريق يلعب في بعض مبارياته ناقصا من دون احتياط أو كان تغيبه أمرا طبيعيا لما هو موجود على أرض الواقع.

بعد فك الدمج وعودة النادي لأبناء الدراز جاءت إدارة مؤقتة، ولكن أيضا كانت هذه الإدارة في تحدٍ كبير لتقليص الديون المتراكمة على النادي، ولم تستطع أن تهتم بفرقها: القدم أو اليد الذي كان حظه أفضل من القدم لوجود مجموعة قامت بالاهتمام الخاص من دون أن يكون لمجلس الإدارة الدور الواضح.

الفترة المقبلة من خلال الدورة الجديدة للانتخابات التي ستعقد خلال الأشهر القليلة المقبلة تعتبر مرحلة مهمة جدا تعيد فيها صوغ القرارات المهمة وإعادة الهيبة للنادي، ولابد أن يكون العمل منظما على الطريقة العلمية والمنهجية التي تقود دائما إلى تحقيق الأمل المرصود لسنوات عدة.

ولذلك نحن نقترح أن يتقدم للترشيح من الرئاسة إلى آخر عضو في مجلس الإدارة من الشخصيات العاملة والمخلصة والتي تحمل القدر الكبير من المسئولية لدفع عجلة التقدم إلى الأمام، عبر خطة عملية توضع إلى كذا سنة تحقق معها الأهداف الموضوعة، ولابد أن يكون هدف الصعود إلى الدرجة الأولى على رأس هذه الآمال والأهداف، وإلا لن يكون لباقي الأهداف دور مؤثر في تقدم النادي، ولا يأتي ذلك إلا من خلال استقطاب العناصر البشرية المتميزة من كل ارجاء الدراز سواء في العمل الإداري أو من هم يمثلون القرية على المستطيل الأخضر.

فهناك مواهب كثيرة مدفونة وسط الملاعب الفرعية (الدفنات) على النادي استقطابها وإحضارها إلى النادي للاستفادة منها.

الأمر الآخر الذي نقترحه على مجلس الإدارة أن تكون هناك لجنة شرف تضم رجال ووجهاء واعيان القرية ممن لهم سوابق في مد اليد الكريمة والسخية للبذل؛ لكي تكون عونا للنادي في ظروفه الصعبة، ونحن نقترح أن تضم اللجنة 10 أشخاص يدفع كل واحد منهم 100 دينار شهريا ليصبح المبلغ 1000 دينار، وعلى مدى الأشهر المطلوبة سيكون للنادي احتياطي يفيده في أحلك الظروف في جلب المدربين الأكفاء واللاعبين المتميزين، ومساعدة اللاعبين المحتاجين ومن هم في المدرسة على شرط أن لا يتوقف الدفع الشهري لهذه اللجنة، وان تصرف بأمانة وإخلاص من قبل مجلس الإدارة، وعندها سنرى الاتفاق مع فرق دوري كأس خليفة بن سلمان. فهل يتحقق هذا الأمل يا أبناء الاتفاق؟

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً