العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ

الخامس من يونيو... يوم البيئة العالمي وأيام أخرى

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

يحتفل المحتفلون في اليوم الخامس من يونيو/ حزيران من كل عام بيوم البيئة العالمي، ويستخرج البعض كلمات العام الماضي من أدراجهم ليعيدوا قراءتها، أو يكلف البعض آخرين للبحث في شبكة الإنترنت لكتابة كلمة مناسبة تتماشى مع موضوع احتفالية هذا العام، استعدادا للحفل ثم ينتهي كل شيء ويعود كلٌ منهم إلى ماكان عليه.

ماذا جنت البيئة من كل ذلك؟ المزيد من الأشجار المقطوعة لطباعة أوراق ودعوات الاحتفالات؟ المزيد من النفايات البلاستيكية والزجاجية غير قابلة للتحلل بعد الحفل ربما؟... وماذا عن مشكلاتها الحقيقية؟

هل يجلب الاحتفال بيوم البيئة العالمي حلا لها أو بداية حقيقية لذلك الحل؟

غالبا ما أكون أكثر واقعية أو حيادية وأنا خارج البحرين، ربما لأنني بعيدة عن الضغوطات اليومية وردود الفعل المؤلمة؛ من جراء المشاهدات المعتادة للبحر وهو يردم والنخيل وهي تعطش، ومن متابعات المغالطات والتطاولات على البيئة التي تنوعت مصادرها مع تقلص «التنوع الحيوي» في بيئة البحرين!

في يوم البيئة العالمي لهذا العام أنا في كوبنهاغن، حيث يمثل هذا اليوم معنى آخر لهم. هذا اليوم هو ذكرى الدستور الدنماركي الذي أعلن قبل أقل من قرنين، الخامس من يونيو عطلة للبنوك تغلق فيها معظم الشركات والمحال أبوابها عند الثانية عشرة ظهرا...

في يوم الدستور الدنماركي الذي أسس العام 1849 وعدل آخر مرة العام 1953، والذي من أهم أسسه حرية التعبير وحرية الدين والعدالة أمام القانون.

ترفع أعلام الدنمارك في كل مكان، ويتحدث السياسيون عن مواقفهم السياسية، وفي هذا العام بالذات تترشح للبرلمان سيدة مسلمة تلبس الحجاب الإسلامي.

في الدنمارك لا تستطيع الإدارة البيئية (الحكومية) المعينة تمرير مشروع من دون الاتصال بالجمعيات البيئية وإرسال التقارير كاملة لها قبل شهر على الأقل من موعد عقد اجتماع تحضره هذه الجمعيات وتطرح أسألتها وتقدم مرئياتها وتعبر عن قلقها ليتم أخذ كل ذلك في الاعتبار فبل أن تسلم السلطة البيئية ردها على طلب التصاريح للمشروعات الصناعية أو الاستثمارية أو غيرها بما يترتب عليها من آثار بيئية.

جمعية الصيادين في الدنمارك لديها مكاتب في مبنى فخم بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وتعد من أهم المؤسسات المنظمة، تأسست العام 1994 عبر اتحاد لأكبر منظمتين معنيتين بالصيادين في الدنمارك، وتمثل جمعية الصيادين الدنماركية حاليا 65 منظمة محلية للصيادين، يدير الجمعية مجلس إدارة منتخب وموظفون لتحقيق أهداف الجمعية في حماية مصالح الصيادين الدنماركيين كافة.

في الدنمارك (وهي تشبه البحرين في أشياء كثيرة منها أنها ملكية وأنها تتكون من عدد من الجزر) الساحل ملك الجميع، وكثير من المناطق الطبيعية تدار من قبل الجمعيات الأهلية المتخصصة التي تحصد اليوم ثمرة نضال أهلي عمره أكثر من مئة عام.

وأيضا فإن الخامس من يونيو هو ذكرى «نكسة» حزيران حين حقق العدوان الصهيوني أهدافه بإلحاق هزيمة عظمى بالجيوش العربية سطرت المقالات والتحقيقات والكتب في تأويل أسبابها ونتائجها وأفردت الـ «BBC World» للذكرى «الأربعين» لها برنامجا عن أثر «النصر الذي حققته «إسرائيل» على أعدائها العرب في مجريات الحوادث منذ ذلك الحين وحتى اليوم»

ويحتفل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بهذا اليوم هذا العام تحت موضوع «تغير المناخ» والذي نسهم جميعا في زيادة سوء أوضاعه عبر زيادة الملوثات الجوية لاسيما ثاني أكسيد الكربون وعبر تدميرنا للأشجار والبحار القادرة وحدها على امتصاص تلك الكميات الزائدة من هذه الانبعاثات الضارة.

«تغير المناخ» تلك الصورة المرعبة التي تفاعل معها بقوة عضوات جمعية المرأة البحرينية عندما عرضنا لديهم فيلم «حقيقة غير مريحة» قبل شهرين. وأعضاء جمعية المنتدى قبل ذلك وشبابنا في ورشة (صحفيو الغد) في العاصمة اليمنية صنعاء.

السؤال الذي نطرحه في ذكرى «نكسة حزيران» وذكرى يوم البيئة العالمي هو إلى أي حد عملي نحن على استعداد لتحمل مسئوليتنا تجاه البيئة وخصوصا في مواجهة تغير المناخ الذي هو حقيقة وليس تهويلا والذي نتائجه الوخيمة ليست من المتوقعات بل مما بدأت فعلا في الظهور على الساحة؟

خصوصا ونحن نشهد الخسائر المروعة التي وقعت في سلطنة عمان الشقيقة جراء إعصار جونو وقليل من الرذاذ الخفيف له في سواحل عسكر.

سؤال مهم على الجميع مواجهته ولا سيما المؤتمنون على صحة وسلامة بيئتنا.

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً