العدد 1746 - الأحد 17 يونيو 2007م الموافق 01 جمادى الآخرة 1428هـ

البطلان الفرساني وصباح ووزارة الإسكان

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

البطلان طارق الفرساني ومحمد صباح في بناء الأجسام لا يحتاجان إلى تعريف أكثر، فإنجازاتهما كثيرة في مختلف البطولات الآسيوية، إذ رفعوا من خلالها الراية الحمراء عاليا مشرفين المملكة بهذه الميداليات الملونة والتي كانت فخرا للبحرين وأهلها الطيبين.

في الدول الأخرى عندما يحقق الفرد أي انجاز آسيوي كبير كالذي حققه الفرساني وصباح فإن التكريم يأتي من أعلى المسئولين في الدولة وبمكافآت مجزية مالية وعينية، والأحمر منح هذا البطل منزلا مجهزا بكل احتياجاته وما على البطل إلا استلام المفاتيح فقط، وذلك عرفانا لما قدمه هذا البطل للمملكة. هذا اذا كانت مرة واحدة فما بالك أن يتكرر هذا الامر لأكثر من 3 مرات تقريبا، إذ حصدنا الذهبية الآسيوية في بناء الأجسام للبحرين من خلال هذين البطلين الوطنيين المخلصين الفرساني وصباح، واذا بهما يبحثان لنفسيهما عن حلول لكي ترضى عنهما وزارة الاسكان ويحصلا على بيت عند التوزيع اسوة بالمواطنين الآخرين، مع انهما من قدامى المتقدمين إلى وزارة الاسكان للحصول على وحدة سكنية، وحتى هذا الانتظار الطويل لم يشفع لهذين البطلين للحصول على حقهما المشروع.

المنتخب الاماراتي لكرة القدم في خليجي (18) عندما استطاع اسماعيل مطر احراز هدف الدور قبل النهائي لم يخرج من الملعب إلا والسيارة الجديدة في انتظاره، بل منح الاختيار بين سيارتين من الطراز الجديد نظير الهدف الثمين الذي أهل الامارات للعب في المباراة النهائية لأول مرة على المستوى الخليجي.

وبعد الفوز بهذه البطولة انهالت المكافآت المجزية من رجالات الدولة هناك وتجارها ورجال اعمالها على الفريق، حتى بات كل لاعب هناك ليلته وهو يتغنى بوطنه عبر هذا الانجاز.

نحن نتساءل، ما الذي نريده من ابطالنا عند تحقيق الانجازات، هل نعتبر ذلك واجبا وطنيا عليه من دون ان نكافئه او نجازيه على ما قدمه من انجازات باهرة رفعت سمعة البحرين في المحافل الآسيوية الكبيرة.

اليوم دول الخليج تحسدنا على هؤلاء الابطال وتتحرق شوقا إلى أن يكون لها أبطال كما لنا نحن ليكون اسمها عاليا، ومن المؤكد سيحصل كل بطل على ما لا تراه العين بالأمر الجميل والحسن.

وبالتالي علينا ان نفخر ان هذين البطلين الكبيرين هما من أبناء الوطن وهذا ما يبعث على الارتياح والفخر؛ لانهما فعلا على رغم الظروف الصعبة التي يعيشانها في حياتيهما وظروف التدريب المستمر من دون معسكرات خارجية ولا مدربين محترفين، بعكس الدول الأخرى التي تعمل ليلا ونهارا من أجل البحث المتواصل عن نوعية الابطال التي تجلب الانجازات، بينما نحن وسط ابطال قهروا الظروف الصعبة وتقلدوا الميداليات الذهبية وشرفوا البحرين في المحافل الخارجية.

ألا يستحق هؤلاء التكريم الفريد من كل المؤسسات والشركات الوطنية ورعايتهما في البطولات المقبلة.

في العام 2005 أمر رئيس الوزراء بمنح هذين البطلين وحدتين سكنيتين وأصدر أوامره لوزارة الاسكان لتنفيذ القرار.

ولكن وزارة الاسكان ممثلة في قسم التوزيع ورئيسها الذي يرفض ان يعامل هذين البطلين المعاملة الخاصة لكونهما من رموز هذا الوطن العزيز من خلال إنجازاتهما الكبيرة، أو ان تكون المعاملة الخاصة من خلال أمر رئيس الوزراء وتنفيذه من دون عوائق ومشكلات.

أن يطلب هذان البطلان موقع البيت الجغرافي أو ان يحدد نوعية البيت فليس في هذا الامر غضاضة؛ لانهما عندما أعدا نفسيهما لتمثيل الوطن حرما على نفسيهما الطعام الشهي كما يأكله أبناء الوطن، وادخلا جسميهما في دوامة الخطر من شفط المياه التي يحتاج لها الجسم والدخول في تدريبات شاقة على فترتين صباحية ومسائية من أجل تشريف الوطن، ومن ثم قطع المسافات الطويلة وان كان بالطائرة للمشاركة على المستوى الآسيوي لإحراز الإنجاز.

هذان البطلان غيرا المعادلة في خريطة المسابقات الآسيوية، فبدلا من المشاركة التي لا يحسب لها... صارا من أفضل الابطال حتى بدأ الآسيويون يتساءلون هل البحرين ستشترك هذه المرة وبالفرساني وصباح؟ فإن كان الجواب نعم يدب في معظم الدول الأخرى اليأس مع التباين الواضح في الاعداد، ألا يعد ذلك فخرا للمملكة وعزا للبحرين؟

ألا يستحق هذين وحدات سكنية مجهزة بكل ما يلزم وهما اللذان يحددان الموقع والنوعية، وخصوصا انهما على وشك المشاركة في البطولة العالمية التي ستقام في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ويأمل من خلالها البطلان احراز الميداليات الملونة على أن تكون بطولة 2008، التي ستقام في البحرين، ذهبيتها بحرينية... من يفكر هكذا ألا يجب مكافأته وتكريمه بالذي هو يريده؟ لماذا نبث الاحباط في نفوس الابطال؟ أليسوا هم ابطال البحرين؟ ما الفرق بينهما وبين ابطال ألعاب القوى؟ ولن أقول المجنسين بل سأقول تلك الفتاة المخلصة بنت البحرين الغالية بنت الغسرة التي تستحق الكثير على ما قدمته للبحرين من انجازات وهذا حق مشروع لها، ولكن هؤلاء ايضا ابطال ويستحقون التكريم ايضا.

متى نسمع أنه قد تم استدعاؤهما لوزارة الإسكان لمنحهما وحدة سكنية مكافأة على إنجازاتهما وتنفيذا لقرار رئيس الوزارء. نحن في انتظار هذا الأمر.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1746 - الأحد 17 يونيو 2007م الموافق 01 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً