العدد 176 - الجمعة 28 فبراير 2003م الموافق 26 ذي الحجة 1423هـ

السوريون ومعارضة الحرب

خليل تقي comments [at] alwasatnews.com

يكاد السوريون يجمعون على معارضة الحرب على العراق، وفي هذا الاتجاه تتوحد مواقف السلطة، وحلفائها من احزاب الجبهة الوطنية التقدمية مع احزاب وجماعات المعارضة المنتمية بما فيها احزاب التحالف الوطني الديمقراطي الذي يضم خمسا من جماعات المعارضة، وتتخذ الموقف ذاته لجان احياء المجتمع المدني وكثير من المنظمات الاهلية، التي تَشكل عدد منها على قاعدة مناصرة العراق ضد الحرب. وقال عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية غسان عثمان: «ان الحرب على العراق تندرج في اطار مساعي الولايات المتحدة الاميركية الاستيلاء على النفط بواسطة ضربات استباقية، تؤمن الهيمنة عبر القوة. وأضاف، ان اسرائيل هي المستفيد الأكبر من الحرب، إذ تشكل الحرب على العراق المرحلة الأهم في بناء اسرائيل الكبرى، وتعطي الأمن والاطمئنان لحكومة أرييل شارون لاستمرار هجومها على الشعب الفلسطيني».

ولا يقتصر التعبير عن معارضة السوريين الحرب على الموقف الرسمي، وما تقوم به الدبلوماسية السورية على الصعيدين العربي والدولي لمنع الحرب، بل يتعداهما الى تنظيم مسيرات، تقوم بها احزاب ونقابات ذات علاقة بالسلطات، وهي مسيرات منفصلة عن التي تنظمها جماعات المعارضة والمنظمات الاهلية ولجان المجتمع المدني، التي تنظم مسيرات واعتصامات، ترفع شعارات مناهضة الحرب على العراق، وهي في هذا لا تقتصر في نشاطها على دمشق بل تمده الى المدن الاخرى مثل المسيرات التي تنظم باشارات من السلطات.

والموقف السوري في معارضة الحرب، لا يتضمن توافقا في الموقف من النظام الحاكم في بغداد، وفي هذا الجانب يفترق السوريون، وتتعدد مواقفهم. واذا كان موقف السلطات السورية، يدعم بصورة غير مباشرة استمرار نظام الرئيس صدام حسين في السلطة من خلال رفض أي تغيير في السلطة من الخارج، وهو موقف يتبناه حزب البعث الحاكم وقوى متحالفة معه في الجبهة، لكن لقوى أخرى موقف مختلف من النظام العراقي، وتظهر صحيفة «النور» الاسبوعية، التي يصدرها الحزب الشيوعي (جناح يوسف فيصل) مواقف مناهضة للحكم العراقي بالتزامن مع اعلان معارضتها للحرب على العراق. وفيما تعلن لجان احياء المجتمع المدني معارضة الحرب، فإن بين اعضائها من يؤيد نظام الحكم في بغداد بصورة غير مباشرة في اطار معارضة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، والقول، ان المعارضة العراقية لا تملك الارادة والقدرة على اطاحة السلطة، وهو موقف يختلف مع اصوات اخرى في اللجان، ويرى علي العبدالله «ان معارضة الحرب على العراق، لا تعني الوقوف الى جانب النظام الحاكم في بغداد برئاسة الرئيس صدام حسين والذي يتطلب جهد المعارضة العراقية لإطاحته بفعل سياساته وممارساته».

ويتبنى الصحافي المستقل رياض طبرة موقفا معارضا للحرب ومؤيدا للنظام الحاكم في بغداد، إذ يرى في الحرب «انها تحمل معاني الإملاء وفرض الشروط، والانفراد بتقرير مصير الشعب العراقي وشكل النظام الذي تريده من خلال ربط الحالة العراقية بأسلحة التدمير الشامل، التي يريد العالم التخلص منها، وتريد الإدارة الأميركية إزاحة النظام بالشكل الذي تريده مهما اتخذ من مواقف».

اتفاق السوريين على معارضة الحرب واختلافهم في الموقف من النظام الحاكم في بغداد، يتماثل مع كثير من المواقف المعلنة في البلدان العربية الاخرى، لكنه ينفرد عنها بحقيقة، انه وحتى سنوات قليلة، لم يكن احد من السوريين يورد كلمة العراق على لسانه، او يتحدث عن نظامه بصورة علنية

العدد 176 - الجمعة 28 فبراير 2003م الموافق 26 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً