العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ

خرافة عرب الخليج

هل وصل الوعي العربي إلى أقصى حدود مرضه حتى يصدق أن أساس الانتكاسة العربية هم «عرب الخليج» وأنهم ـ وهم النفطيون المستأثرون بخيرات الأمة المانعون لها ـ أساس المشكلة؟، لا أدري لماذا يتحمس بعض الإخوان العرب لهذه الفكرة ويظنون أنهم في معسكر اللانفطيين. عندما يسمع المرء بعض هذه الشعارات التي تغذي النعرات بين الإخوان، لابد له أن يتذكر قول الأنصاري في «مساءلة الهزيمة»: «ان هناك وعيا ملتبسا حين يظن البعض أن المعركة بين نفطيين وغير نفطيين، نعم أوليست العراق والكويت والسعودية وحتى ليبيا كلها دول تسبح في بحر الذهب الأسود»؟ إذن لماذا يصدّق البعض ويلتبس عليه الأمر بين نفطيين ولا نفطيين؟

نحن العرب ـ كما قال الأنصاري ـ لم تجمعنا الثروة ولم تجمعنا الثورة، فعامل النفط صار سلاحا يدمر نفسه بنفسه. ليتراشق ملاكه بأقسى العبارات وأمام الملأ! فماذا عن الثورة التي أنتجت في معظم ـ إن لم نقل كل ـ بلادنا العربية الثورية أنظمة شمولية تحتفل كل عام بأم المعارك على جماجم أبنائها؟ فعلامَ نختلف إذن؟ ولماذا التصديق بخرافة «عرب الخليج»؟ إن شعوب دول الخليج هم أقل من استفاد من الثروة مثلما لم تستفد الشعوب العربية في الأنظمة الثورية من الثورة، لا أدري أي كنز نحن أضعناه فضاعت معه بوصلة الوحدة فتهنا في صحراء التيه يطاردنا فرعون وجنوده وننتظر موسى (ع) أو أي شيء آخر يأتي لينقذنا من خطابات الزمن الرديء التي لم تنتج جديدا حتى اللحظة سوى الاختلاف وسوى النقد ونقد النقد.

حسين خلف

العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً