العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ

تساؤلات بيئية

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

بعد احتفال جمعية أصدقاء البيئة بالعيد السابع لتأسيس فكرة العمل الشبابي البحريني لأجل البيئة من خلال تدشين (الموقع البيئي الأول للتوعية البيئة باللغة العربية على الانترنت)، وبعد اجتماعات وزيارات لمحاولة فهم ما يجري وما لا يجري في خليج توبلي.

ومن خلال مناقشات طويلة مع متصلين من جنسيات مختلفة لنقاش قضايا بيئية بحرينية يتألم منها الجميع ويعجب الجميع لماذا هي لا تصل أبدا إلى حل.

ومن خلال نقاشات كثيرة ومتنوعة آخرى مع أعضاء لجنة ريم، البيئيين الصغار الذين يكبرون معنا يوما بعد يوم، وإصرارهم على إنقاذ البلابل التي تباع في سوق «المقاصيص» وسلاحف المياه العذبة التي اجتهد أطفال لجنة ريم لإنقاذها في الماضي، وأسئلتهم المتكررة لي عن لماذا يدمر الكبار البيئة ولماذا يقومون بأعمال تقتل المرجان وتدمر الموائل (أعضاء لجنة ريم يعرفون تعريف الموئل أفضل مما يعرفه معظم الكبار) ولماذا تنقرض الكائنات الحية التي من السهولة الحفاظ عليها على الأخص ونحن نعرف أسباب انقراضها؟

تصلني رسالة عبر الانترنت من أحد اخوتنا من فلسطين المحتلة ردا على مقالة سابقة لي بشأن خليج توبلي: «الأسماك تموت في توبلي... الطيور تهاجر... أشجار القرم تزول...» هذا ما قالته رئيسة جمعية أصدقاء البيئة بحزن فجعلتنا هنا (في فلسطين) نتأثر مشفقين على المكان والإنسان معا!

فما الذي سيبقى إن ماتت الأسماك وهجرت الطيور واختفى اخضرار الشجر؟»

ثم ليسأل بدوره: «هل هناك فعلا مواطنون ينتمون لهذا المكان يتأخرون عن حمايته من عبث الإنسان؟ فكيف بالله عليكم يقصّر البحريني في الدفاع عما هو جزء من تكوينه؟ أليس هناك من وفاء لآبائهم وأجدادهم؟».

ويواصل: «قد فهمنا أن تعتدي سلطات الاحتلال أو الاستعمار على بيئتنا الفلسطينية مثلا، والعراقية، والسورية، واللبنانية، وكل أرض عربية محتلة، لكن كيف نقبل على أنفسنا أن نشارك أو حتى نصمت عن أي اعتداء عربي على أية بيئة عربية من المحيط إلى الخليج؟!».

ومن بين الاتصالات جاء اتصال من شابة بحرينية تدرس إدارة الأعمال وقالت: «أريد عمل بحث عن خليج توبلي».

سألتها: «وما علاقة دراستك به؟».

أجابت: «في الحقيقة هو اهتمام من باب الفضول ومن باب شعوري بعدم الفهم وهو شعور لا أحبه... أريد أن أعرف إذا كانت هناك قوانين تحمي خليج توبلي فلماذا لم تتم حمايته؟!».

ياله من سؤال!

هل لدينا مشكلة في عدد أو حجم أو نوعية القوانين البيئية؟، هل لدينا مشكلة في صوغها أو في فهمها وتفسيرها أم أن مشكلتنا في كيفية تطبيقها أو الاستعداد أصلا لتطبيقها؟

أين هي المشكلة؟

ما الذي يجعل البحرين تموت بيئيا يوما بعد يوم؟، وما الذي يجعل جمالها الساحر يبهت بهذه السرعة المخيفة؟، وما الذي يأكل شبابها ورونقها ليذبل كما تذبل وردة أفل موسمها؟.

الأمر من ذلك... كيف يحدث ذلك تحت نظرنا جميعا ونحن نعرف جيدا أن ذلك ما سيحدث... إن الأسماك تموت والموائل تدمر والثروة البحرية تهدر والحزام الأخضر يجتث وتلوث الهواء يزداد... ولا نحرك ساكنا... نستمر في التفرج.

نسمع هذه الأيام الأحاديث عن تفكير بعض المسئولين في اعتماد تقنية الحرق للتخلص من النفايات...

الحرق؟ تلك التقنية التي أثبتت مقدرتها المبهرة على عدم الوفاء بما تعد وعلى تلويث الهواء والتربة والمياه الجوفية أسوأ مما تفعل أية نفايات مطمورة...

نتساءل... من هو الخبير البيئي الذي أشار بهذه التقنية؟ ومقابل ماذا قدم تلك المشورة؟

نسمع عن روايات ومخططات لإنقاذ خليج توبلي... مخططات متخبطة وأخرى غير واضحة وثالثة تحاول «التمصلح» من مأساة الخليج وارتباك المسئولين (حتى في هذا الظرف الأليم لا يتخلى البعض عن أنانيتهم المؤذية) ونتساءل: هل سيتم بالفعل إنقاذ الخليج المختنق؟

من التساؤلات التي أريد أن يتساءل معي الجميع فيها علنا هي:

ما هو معنى الخرائط التي نشرتها الصحف بشأن مشروعات قادمة في البحر والفشوت؟

من هو الرقيب على ثروات الأجيال؟

ما الذي سيفعله النواب حيال ذلك؟

هل نفهم معنى دفن فشوت البحرين؟

هل نعرف ما هي فشوت البحرين؟

هل هناك معنى للدفاع عن الثروة البحرية إذا دفنت الفشوت أمامنا ونحن لا نحرك ساكنا؟...

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:27 م

      تساؤلات لازالت قائمة

      بعد 8 سنوات لازالت التساؤلات قائمة
      فهل من مجيب؟

اقرأ ايضاً