العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ

غرائب التجنيس في بلد صغير

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

كثيرة هي تلك الغرائب التي تكون في دولة صغيرة مثل وطننا عجيبة تلك الغرائب التي تجعل مشاهدها وسامعها يموت في دوامة من الضحك المبكي، تلك- يا حبيبي- هي «البحرين» التي يكثر بين أحشائها الكثير من الغرائب التي تجعلنا وتجعل العارفين بالرياضة في هذا البلد يضحك، أو يبكي، وربما الاثنين معا.

ولعلّ التجنيس الرياضي الفاشل المتواصل ليومنا هذا في بلد صغير «وهو المثال الأبرز» يجعلنا حقيقة نبكي على الوضع الحرج الذي وصلت إليه رياضتنا بسبب هذا التجنيس الذي لا يغذي الرياضة بالشكل الصحيح بقدر ما يعطيها دافعا سلبيا نحو السقوط إلى الهاوية، وقد يستغرب الكثيرون من تركيز كتاباتي على هذا الموضوع بالذات، ذلك لأن التجنيس الذي تقوم به المؤسسة العامّة للشباب والرياضة يعد خاطئا بكل ما تحوي الكلمة، والأدلّة والبراهين كثيرة ولا تحتاج منّا أنْ نوضح الأخطاء.

لكن غرائب التجنيس في هذا الوطن هي الأكثر غرابة، فبينما يتألق لاعب لديه الكثير ليحمله من تراب هذا البلد، مع منتخب الوطن ويحقق معه إنجازا قلما تحقق لمنتخباتنا الوطنية، نجده يلعب من دون هوية، أو بالأصح هوية ناقصة، أي «بحريني أبو سفرة»، على العكس في الطرف الآخر نجد الجواز الكامل وصلاحياته وأمواله تركض وراء لاعب جاء عنوة وهو لا يحقق ما يصبو إليه من نتائج وترى جميع المسئولين يتراكضون لتبرير كل خطأ يقوم به هذا «المجنس» وآخرها تبرير إدارة المنتخب الأولمبي لغياب المغربي الأصل فوزي عايش، فكان العذر أقبح من ذنب هو أنّ المدرب التشيكي ماتشالا هو الذي أعطى اللاعب إجازته الطويلة، وكأنّ المدرب هو الإداري وليس عبدالرزاق محمد هو الذي يقوم بهذه المهمة.

عندما نعود للحديث عن الإنجاز الذي حققه أبناء الوطن الصغار وحققوا المركز الثامن في البطولة العالمية لكرة اليد التي اختتمت في البحرين أخيرا، وهو الذي حقق إنجازا أكبر من المركز الثامن، وهو الوحيد من بين المنتخبات المشاركة التي حقق الفوز على بطل البطولة المنتخب الدنماركي، ولعل ذلك كان صدفة أو ما شابه ذلك، لكن الفوز يحسب لهؤلاء اللاعبين الذين أبانوا عن غيرتهم لتراب هذا الوطن، حتى قام الجميع يتباهى بهذا الإنجاز وهم الذين لم يكونوا عنصرا حتى هامشيا في الانتصارات الثلاثة التي تحققت في الدور الأول على أبطال أوروبا وإفريقيا وأميركا الجنوبية.

أحد العناصر التي يحق لها الفرح بهذا الإنجاز هو الحارس الواعد محمد عباس غلوم الذي يعد الحارس الثاني لمنتخبنا بعد الأساسي، هذا الحارس يعد أحد أبرز الغرائب التي يحملها هذا البلد، إذ كيف لنا أن نصف أصوات الجماهير وهي تتغنى باسمه في صالات البطولة، كيف لنا أن ننقل الفرحة العارمة للجماهير عندما تصدى غلوم لأكثر من كرة وخصوصا في مباراة المنتخب الأولى التي كان فيها نجما في سماء المباراة التي فاز فيها منتخبنا بصعوبة وبفارق هدف وحيد على البرازيل، كان سببه التألق الواضح لهذا الحارس.

سيقول بالتأكيد منْ يقرأ هذه السطور بأن الحارس يعد لاعبا بحرينيا حاملا للجواز الأحمر وصاحب أحقية كاملة في الحصول على خيرات هذا البلد، لا فإن هذا الحارس لا يزال يعاني من عدم إعطائه الجنسية البحرينية الكاملة، وهو قد لعب البطولة بـ «جواز أبوسفرة»، على عكس جيسي جون، فتاي، عبدالله عمر، فوزي عايش والقائمة لن تبقى مقتصرة على هؤلاء في ظل الفكر الخاطئ الذي يتوجّه من خلاله المسئولون عن ذلك نحو التجنيس الخارجي.

أليس من حق هذا الحارس الذي ولد على هذه الأرض وتربى فيها منذ أيامه الأولى من أم بحرينية أصيلة، حتى كبُر وتكلم اللهجة البحرينية، أن يحصل ما يحصل عليه هؤلاء المجنسون، ألا يستحي المعنيون أنْ يضحك علينا الغرباء عندما يسمعون ذلك، كما فعلها أحد المدربين العرب الذي كان حاضرا مباراة منتخبنا مع البرازيل وسأل في أي ناد يلعب هذا الحارس الجيد؛ ليجيبه أحد الجالسين بأنه في نادي توبلي، وأضاف «لكنه لا يحمل الجواز البحريني» فيسأل عن السبب حتى عرف فضحك من شدة تعجبه من الأمر!

على المسئولين أن يركضوا لتقديم «الجواز البحريني» لهذا البحريني الأبي الذي تألق في الذود عن بلده، وليس لهؤلاء المجنسين الذين وإلى حد الآن لم يقدموا طوال سنوات أي شيء يدعونا للمناشدة ببقائهم.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً