العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ

احـــلم يا فقـــير!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يخطئ من يعتبر أن الزيادة المقدرة بـ 15 في المئة مجزية. فالمسألة أبعد من 15 في المئة زيادة في رواتب الموظفين؛ إذ مجموع التضخم بلغ حدا يفوق الـ 15 في المئة التي يشحذها البحرينيون شحذا، والموعودون بها وعدا مذ سنين نوح (ع)!

دول الخليج العربي قاطبة أقرت الزيادات في رواتب مواطنيها، بل بعضها، أقرت، وستقر زيادات لاحقة على الزيادات الأولى، التي استقرت هنيئا مريئا على قلوبهم، والله يزيدهم ويبارك لهم فيها.

إحنا البحرينيين «كله يقصون علينه»، إشاعات في إشاعات، وأحلام في أحلام... حتى أصبحنا أكثر بلد يتخبط مواطنوه في يقظتهم ومنامهم، حالمين تارة بإسقاط الديون، وأخرى بالحصول على سكن ملائم، وغيرها بالحصول على وظيفة لائقة... إلخ من أحلام لا تبرح أن تتحطم على صخرة الواقع الأليم. واقع الغرق في الديون والبحث عن وظيفة وسكن ملائمين!

كل مشكلات البحرينيين أساسها المال، ولا شيء غيره. ألم يئن للمسئولين أن يتلطفوا على الناس بمنحهم قليلا من المال الوفير الذي يتدفق من تحت أرجلهم، ولا ينالهم منه نصيب إلا الأحلام... واحلم يا فقير! ففي الحلم مداواة لجروح الواقع المر.

من فرط الأحلام لجأ الناس إلى الاشتراك في كل مشروع يوفر الربح السريع، وانتشرت أكشاك: اربح ذهب، واربح سيارة، واربح منزل الأحلام، واربح طيارة الأحلام، واربح سوبرماركت الأحلام واربح رحلة سفر الأحلام، واربح واربح واربح... وآخر شيء اخسر كل شيء واربح تذكرة مكتوب عليها بدم بارد: «حاول مرة أخرى». ويا كثر المحاولات وكثرة المحاولين!

الزيادة المعتبرة المطلوبة التي تؤتي أكلها هي زيادة تفوق 25 في المئة في رواتب المواطنين الفقراء، وليس الوزراء والنواب وبقية من رواتبهم هبرات في هبرات... زيادة تشمل جميع المواطنين، وليس مواطني الدرجة الأولى فقط، موظفي الحكومة، بل القطاع الخاص أيضا، فالثروة الموجودة في البلد ليست ملكا لقطاع معين من الناس يعمل في الحكومة وحدها؛ بل للعاملين في القطاع الخاص نصيبهم أيضا.

نأمل في ألا تتحطم أحلام زيادة الرواتب على جبل الإشاعات، والحوادث الإقليمية وتطوير البنى التحتية وصندوق الأجيال وغيرها من مبررات!

كما نأمل في ألا يتمخض الجبل فيلد فأرا «منتف» لا يسد رمق جائع ولا يروي ضمأ عطشان. فالزيادة يتم إقرارها 25 في المئة وتخرج في النهاية لا تتعدى 5 في المئة. فهذه زيادة في «المقصه علينه كبحرينيين». فالجبل يجب أن يلد فيلا وليس فأرا. وجبل الذهب الأسود في باطن الأرض ومردود القطاع المصرفي والاستثمار حريٌّ به ولادة ديناصور وليس فيلا! ولكننا بصفتنا بحرينيين نطمح في الفيل فقط، حتى غزال أو أرنب بري عطشان، لا فأرا ولا بريعصيا!

«عطني إذنك»...

خمسة أشهر من الراحة التي يقضيها السادة النواب برواتبهم كاملة غير منقوص منها: علاوة الهاتف أو السيارة أو المكتب، حتى البشت، على حين حينما يخرج الموظف إجازة يوم أو يومين من إجازاته السنوية، يتم الانتقاص فيها من علاوة الهاتف والسيارة وبقية العلاوات! واستعير هنا كلمة «عجبي» كبيرة من الأخ عبدالمنعم الشيراوي، فعجبي!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً