العدد 1806 - الخميس 16 أغسطس 2007م الموافق 02 شعبان 1428هـ

جار... ونعم الجار

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

يجاورني في بيتي الثاني بقرية سار شاب يصغرني سنوات مع زوجته الطيبة وابنته المحروسة (فاطمة) ويفصلني عنه جدار واحد فقط.

وأنا أعتبر نفسي محظوظا بمجاورة هذا الجار الصديق والمثل يقول «الجار قبل الدار».

فهذا الجار الصديق حفظه الله - نعم الجار ونعم الصديق، من دون مبالغة أو تهويل، والتجارب خير برهان.

فصديقنا وجارنا العزيز هذا، حاضر معي في كل وقت، فما استعنت به ليلا أو نهارا إلا وأسرع مهرولا لإعانتي، وما استنجدت به إلا أنجدني، من دون إبطاء، وما استشرته في أمر إلا أمدني بأصوب الآراء، وما حدثت لي مشكلة كبيرة أو صغيرة إلا ساهم في حلها بطلب أو من دون طلب.

وهذا يقودنا إلى الحديث عن حقوق الأصدقاء والجيران وواجباتهم.

فالجوار يفرض حقوقا وواجبات ينبغي مراعاتها واعتبارها من صميم العلاقات الاجتماعية التي تكون أحيانا أقوى من علاقات ذوي القربى خصوصا إذا كان ذوو القربى بعيدين عنك، والجار هو الأقرب... أعرف جيرانا متحابين متآزرين في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، تراهم فتحسبهم إخوانا حقيقيين من أب واحد وأم واحدة، ترى هؤلاء فتغبطهم على ما هم فيه وتتمنى لهم الموفقية ودوام التصافي والحب الصادق. وعلى العكس من هؤلاء ترى جيرانا لا يعرف بعضهم بعضا لا يتزاورون حتى في المناسبات، صلاتهم مقطوعة، مشكلاتهم كثيرة، حتى وصلت هذه المشكلات إلى الأطفال الأبرياء والنساء، فمن ياترى يتحمل مسئولية ذلك؟ لقد تناسى هؤلاء وصية ربنا ووصية رسوله الأكرم (ص) بالنسبة للجار.

فلقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا، وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم» (النساء:36).

كما ما جاء على لسان رسولنا الأعظم (ص) قوله: «من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منا، وما زال جبريل (ع) يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1806 - الخميس 16 أغسطس 2007م الموافق 02 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً