العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ

«مرجان» في البرلمان!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

مرة أخرى يؤكّد الفنان عادل إمام بأنه زعيم بلا منافس. ففي آخر أفلامه المعروضة على شاشة السينما، فيلم مرجان أحمد مرجان، يقدّم عادل إمام دورا يليق بتاريخه الفني. وضع سيناريو الفيلم الكاتب الساخر يوسف معاطي وقام بإخراجه علي إدريس.

الفيلم يعالج مشكلات اجتماعية شتى، يئن منها المجتمع المصري... منها على وجه التحديد: الرشوة، والمشكلات التي تواجه الشباب في التعليم، وتزوير الانتخابات. وذلك في قالب كوميدي ساخر حد الأسى.

يبدو مرجان أحمد مرجان كرجل أعمال ناجح، يعتمد كثيرا على الرشوة في تسيير أموره، إلا أنه يعجز عن الحصول على الشهادة الجامعية بالرشوة، وذلك لوجود مَنْ يتصدّى لهذه الآفة التي نخرت جسد المجتمع المصري، تلك الشخصية التي تتصدّى لـ «مرجان» هي الأستاذة الجامعية «جيهان»، والتي ترفض مبدأ الرشوة بشتّى الطرق. وهو الدور الذي قامت بتمثيله الفنانة ميرفت أمين. طبعا «ميرفت» تبدو أصغر من عمرها الحقيقي بكثير، وذلك لا يهمنا نحن الرجال، ولكن النسوان «يبحلقون» في ذلك!

يقرر مرجان أحمد مرجان دخول الانتخابات، وبما أنّ كلّ شيء قابل للبيع في مصر، ما عدا الهواء الذي يتنفسه الناس (واعتقد بأن السنة الجايه راح يبيعون الهوا) فإنّ «مرجان» ينجح في تزوير الانتخابات. وبما أنّ «مرجان» ليس له في السياسة، فإنه لا يحضر جلسات المجلس. ويقدّم له مستشاره الخاص نصيحة بالحضور إلى قاعة المجلس، فيقوم برشوة مدير التلفزيون لتركيز الصورة عليه حتى يراه الناخبون، ولكن تكون المصيبة عظيمة فيما يدلي به «مرجان» تحت قبة البرلمان! إذ بدلا من الدفاع عن مصالح الناس، يقدّم «مرجان» صورة حيّة للنائب الذي فاز بالتزوير؛ ويتم ذلك في قالب كوميدي ساخر جدا. فمرجان يدافع عن الحكومة في كلّ شيء، وهذا ما يجري في أكثر من قطر عربي، فالنائب الذي فاز بالتزوير أو قبل به فلا يرتجى منه أية فائدة على الصعيد الشعبي. وذلك ما يؤكّد حتمية الرقابة الدولية على الانتخابات التي تجرى في الدول العربية كافة.

وأنا أتابع أداء النائب «مرجان» تحت قبة البرلمان، حام برأسي طيف المرجانيين «بتوعنا»، فكم «مرجان» في البرلمان البحريني!

الكثير من نوابنا في البرلمان يقدّمون التبريرات والتسويفات دفاعا عن السياسات السيئة التي تجرّ الويلات على حاضر البحرين ومستقبلها. وهذا يضاعف المسئولية التاريخية على كتّاب السيناريوهات لدينا لتجسيد هذا البلاء وعلاجه. وذلك من خلال طرح فيلم أو مسلسل يحمل اسم: «مرجان في البرلمان»، يطرح الجوانب السلبية في التجربة البرلمانية، وأداء البرلمانيين على وجه التحديد، ويعالج الثغرات وأوجه القصور والنقص لدينا.

فيلم مرجان أحمد مرجان فضح الممارسات والسلوكيات السيئة ليست في مصر وحدّها بل في أكثر الأقطار العربية. وهو ما أكّدنا وجودها من خلال تشابه الظروف والقضايا التي تعاني منها الأقطار العربية. أنه فيلم جدير بالمشاهدة خصوصا إذا كان سقف السينما مكشوفا من الأعلى (شتري). الفيلم خير شاهد على أنّ «الزعيم» زعيم بلا منازع!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً