العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ

«طين الجنة» في بيت آل حبيل!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تشرفت بزيارة الكاتب الإسلامي الأخ العزيز مهنا بن عبدالعزيز آل حبيل، وذلك بمنزله الكائن بالهفوف من إقليم الأحساء بالمملكة العربية السعودية. وكانت الدعوة بمناسبة زيارة المفكر جاسم السلطان، وجمع من الإخوة من الخليج العربي.

كانت الموضوعات السياسية المطروحة دسمة جدا، بمثل دسومة مائدة الإفطار الحساوية الشهية جدا، والمتعددة المشارب كما هو حال الحاضرين. تلك المائدة ذات الأصناف الطيبة: رطب الحسا، وشوربة لذيذة، لا أعرف اسمها وكانت ذات طعم سائغ يميل إلى لون «المضروبة» البحرينية، وهناك «القطايف الحساوية» واللبن الطيب، هذه كانت جولتنا الأولى.

إفطار بيت آل حبيل على نظام الجولتين، وفي كليهما خير، تبدأ الأولى بعد أذان المغرب ويفوز الناس بالغالبية المطلقة، أي نصف البطون زائد واحد. أما الجولة الثانية فإنها تبدأ بعد الصلاة، والناس ليس أمامهم خيار (في الثانية) إلا مواصلة الفوز، ولكن بالغالبية النسبية. احتوت المائدة في الجولة الثانية على أصناف متعددة هي: الهريس، وهو المسمى لدى الأحسائيين: طين أو طينة الجنة، والرز البسمتي مع اللحم، والمكرونات والخفايف الأخرى. تلك المائدة الشهية فاتت على زميلنا الأخ العزيز خالد المطوع الذي لم ينله منها قطمير، بسبب خارج عن إرادته.

قصتي مع الهريس هي ذاتها مع التيارات الإسلامية السنية الموجودة لدينا، إذ لي في الهريسة ولع دائم وشوق غير مقطوع، على رغم أن ضررها - بالنسبة لي - ضرر محض، إذ أكون مفرطا في تناولها فتصيبني بـ «التلبك المعوي» أثناء صلاة التراويح؛ وبالتالي تكون عائقا عن أدائها. وكذلك شأن التيارات الإسلامية في البحرين معي، التي على رغم حبي وولعي بها، أعتقد بأنها عقبة كأداء تقف في طريق تأديتي الواجب الرباني؛ وهو قول الحق. فقول الحق لدى التيارات الإسلامية في البحرين هو أن تطالب بالتدرج إلى حين ينضب النفط، وتنفد الأراضي، إن لم تكن نفدت!

وكذلك شأنها مع المطالبة بحقوق البشر، فهي تشير إلى «وإن جلد ظهرك»، وإن طالبنا بـ «إعادة توزيع مال الله على عباد الله»، قالوا: لماذا الحسد، فإن الله هو مقسم الأرزاق، وقد خلق الفقراء فقراء والأغنياء أغنياء، سواء كان الغنى بطريق أخلاقي أو غير أخلاقي؟

الهريسة كثرتها مضرة بالنسبة إلي ولا ريب، لكنني لا أتوب عن العود إليها المرة تلو الأخرى، وكذلك التيارات الإسلامية في البحرين، هي منا ونحن منها، فهم أهلنا وإخوتنا، وإن بغوا علينا، وإن مدوا أيديهم للضرب من تحت الحزام وفوقه، ونسف جسور التواصل مع قضايا الأمة، وإن قاموا بتكفير الناس وتشويه صورهم، وإن استخدموا ألفاظا ومفردات: منحرف، ضال، مضل، علماني... إلخ من نعوت فيها من البغي والعدوان والبهتان الشيء الكثير، إن لم تكن هي البهتان كله!

الموضوعات التي تم طرحها والأفكار التي تم تداولها في بيت آل حبيل دسمة جدا، إلى الدرجة التي تعذر على بعض الإخوة هضمها. وتعذر عليَّ سلقها في مقال اليوم، ولكن لي وقفة أخرى لاستعراضها. أكرمك الله وأنعم الله عليك وزادك من فضله يا «أبا عبدالعزيز»، اللهم آمين. وفي المرة القادمة لا تنس الثريد!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً