العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ

«إركد يا شيخ»!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في قديم الزمان لا نعرف مرادفا للفظة شيخ إلا شيخ القبيلة. وهو من تجتمع حوله القبيلة لكي يتسنم الشيخة فيها. وعادة ما يكون شيخ القبيلة أكثر أبناء القبيلة كرما وأشرفهم عملا وأولهم إقداما في الحروب والملمات... إلخ من أخلاق مناقبية راقية.

اليوم، كل من أطلق لحيته وأخذ من ثوبه أُطلق عليه شيخا! بل تعدى الأمر ذلك؛ إذ بالأمس القريب شهد أحد الإخوة النواب لأحد المرشحين من أبناء جمعيته بأنه شيخ وعالم دين, وقبل أسبوعين فقط، ونظرا لاختلاف في وجهات النظر بشأن تولي امرأة لرئاسة لجنة في البرلمان، انقلب الأخ النائب على صاحبه الذي وصفه بأنه شيخ وعالم دين إلى القول عنه: إنه مجرد «طالب علم»! فرق شاسع يا سعادة النائب بين عالم الدين وطالب العلم! ولكنها المعايير عند «جماعات المصالح» تختلف عما هو متعارف عليه عند جمهور علماء المسلمين! وأنا اتحدى أي عضو من تلك الجماعات يبين لنا ما هي معايير المشيخة لديهم؟!

النائب الشيخ (...) بعد أن شارك في معظم الملفات الحساسة، وبعد أن أعاد إلى عهدة الدولة الأراضي المنهوبة والموهوبة، وبعد أن حافظ على المال العام وكافح الفساد المستشري في عقود ومناقصات الدولة، وبعد أن قبض على اللصوص والحرامية وأودعهم السجن.

النائب الشيخ (...) بعد أن انتهى من المشكلة الإسكانية، إذ لا أحد يعاني من مشكلة الإسكان حاليا، والمواطنون في دعة ورغد من العيش، وبعد أن استطاع تسجيل مواقفه vضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبعد أن رفع عقيرته بالشكوى ضد خرق القانون والتجاوزات لقانون النوخذة البحريني هذا القانون الذي يطالب النائب بتجميده. كما فعل أصحابه في البرلمان السابق. فدولة القانون والمؤسسات يتم فيها تجميد القوانين!

النائب الشيخ (...) الذي لم يغادر مناسبة إلا وأثار فيها الطائفية، فالأخ سيحرق البلاد بما فيها لأجل ثأر شخصي! أبناء الطائفتين كانوا متجاورين مع بعضهم بعضا (سنة وشيعة، ذوي أصول عربية وفارسية) سنين طويلة.

النائب الشيخ (...) بعد أن شغل الساحة بملفات تافهة طوال الفصل التشريعي الأول... وكنت أسجل كل الموضوعات التي يثيرها في الفصل التشريعي الأول، وأنني أطالب جميع المراقبين لأداء البرلمان السابق، بالعودة إلى توقيت إثارته وإشغاله للبرلمان! فهو لا يطرح قضية جدلية مثيرة إلا في وقت يكون فيه هناك نوع من ملاحقة لفساد ما، أو التلويح بقضية حساسة لأطراف سياسية معروفة! وأستعير هنا ما قاله: الأخ ابوعبدالرحمن عادل العسومي: «إركد يا شيخ. رحم الله روح والديك».

«عطني إذنك»...

يقال إن أحد أصحاب الصوت الرخيم اجتمع بنواب «الريموت كونترول» و»زفهم زفه» قوية وقال لهم: لماذا لا تناكفون المعارضة، ها هي تفعل كيت وكيت، وأنتم جالسون بلا حراك، حسافة أننا دعمناكم في الانتخابات ونجحناكم. فقالوا له: لا نريد أن نعمل ضدهم بوضوح، إذ سينكشف أمرنا. وسنعمل من «تحت لي تحت... واذا استدعى تكه تكه». فقال لهم ذو الصوت الرخيم: طيب. وخرج القوم يتلاومون. وبعد برهة... عشرة آلاف دينار في حساباتهم! وعاش النواب الشرفاء جدا جدا!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً