العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ

مشكلة التطبيقي

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

الحلم شيء جميل، وقد يكون الحلم أساسا لتحقيق مستقبل جميل بل هو كذلك لأن الإنسان الذي لا يحلم بأن يكون مستقبله جميلا ويتابع ذلك الحلم بعمل دؤوب لا أراه يحقق شيئا في حياته، ومن الطبيعي أن يكون طلاب وطالبات دلمون الصفاء وأوال الجمال وبحرين الخلد حالمين بمستقبل جميل يسطرونه بجهودهم وعلمهم، فقد ضحى من هم قبلهم بالغالي والنفيس لأجل رفعة هذا الوطن وقد حان الوقت ليكملوا تلك التضحيات بتضحيات تتناسب مع الثورة العلمية التي يشهدها العالم، لذلك فإن تضحيتهم لا بد أن تكون في طلب العلم الذي هو السيف الذي يجب أن يحمله الجائع ومن لا يجد قوت يومه، ومن أجل أن يكونو مؤهلين لإمساك زمام الأمور في المملكة لا بد أن تكون العملية التعليمية مؤهلة لتخريج أجيال قادرة على العطاء، إلا أننا وللأسف نجد أن العملية التعليمية في البحرين غير مؤهلة لتخريج قياديين يقودون دفة وطن المليون نخلة.

لا أعلم هل سيأتي يوم نتحسر فيه على العملية التعليمية كما نتحسر اليوم على المليون نخلة؟ التي لا نرى منها اليوم إلا الجذوع الميتة والمحروقة.

وزارة التربية التي تشرف على المدارس بمراحلها كافة بالإضافة إلى الجامعة تقوم بعد أن ينتهي من تبتعثهم إلى الجامعة بإجراء اختبارات على من تود توظيفهم فإذا كانت الوزارة لا تثق بقدرة من تربوا وترعرعوا في كنفها العظيم ما يقارب 22 أو 23 عاما وهم يتعلمون بإشراف كامل من قبلها أكثر مما تربوا في بيوتهم فمن تثق؟

وأخر تقليعات عدم الثقة بين وزارة التربية والتعليم والعملية التعليمية التي تقودها هي بنفسها هي إجراء اختبارات القدرات في عملية القبول في جامعة البحرين من أجل ما سمته الجامعة معرفة قدرات ومهارات الطالب قبل دخوله لأن معظم من يدخلون الجامعة لا يكملون درجة البكالوريوس، ولا أعلم من أين استنتجت جامعتنا العتيدة هذا الاستنتاج العبقري الذي ضيع لحد الآن 9 آلاف طالب في دهاليز التخصص المشكلة وهو التعليم التطبيقي الذي أسس على دراسة وافية واستعدادات كبيرة والدليل المشكلات الكبرى التي تواجه عملية تشغيل كلية التعليم التطبيقي وعدم وجود تدريب عملي للطلبة على رغم من أن اسمها تطبيقي، وطبعا ومن أجل أن تطمئن الأمة على مستقبلها ومستقبل أبنائها عقدت الجامعة مؤتمرات صحافية لتقنع الناس بما هو ليس حقيقة.

الأمل الأخير للآباء والأمهات كان في جامعات خاصة لا تستطيع معظم عوائل البحرين التي تعيش دون المستوى الكريم للحياة دفع رسومها العجيبة في أرقامها الفلكية، إلا أنهم تحملوا الحمل فبعضهم قرر خوض تجربة قضاء الله وقدره وترك ابنه يواصل تعليمه في كلية التعليم اللا تطبيقي، وآخر حزم الظهر لكي لا ينكسر من القروض وقام بالاقتراض من البنك ومن كل مكان من أجل أن يتعلم ابنه في إحدى الجامعات الخاصة خوفا من المصير المجهول، إلا أن الصعوبة التي كانت تبدو أنها مالية فقط تكشفت أسرارها الحاضرة الغائبة بحضور الوزارة اسما وغيابها فعلا، لتكتشف تلك العائلات أن أبناءها قد وقعوا فريسة في يد جامعات خاصة تريد المال لا غيره، جامعات خاصة أصبحت بفضل الجهود الكبيرة للوزارة سوقا للمقاصيص ولكنها من نوع آخر فهي بالنسبة لشباب مراهقين ملتقى من دون حسيب، والحصول على شهادة البكالوريوس التي لم يحصلوا منها إلا على اسمها.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً