العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ

خَرَف الأطباء... مصيبة!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

غالبيتنا لا تتمنى أن تصل إلى مرحلة الخرف في حياتها، وما من شيء أسوأ من أن يتحول شيخ طاعن في السن إلى طفل في تصرفاته، وربما أكثر من الطفل الذي يرجح بعض الأمور الصغيرة في عقله الصغير... ولكن خرف الشيوخ أهون بكثير وكثير من خرف يعتري من يجلسون على كراسي مؤثرة!

نحن لن نتكلم هذه المرة عن الخرف السياسي، ولا عن الخرف الاقتصادي، ولا عن الخرف الاجتماعي، ولا عن الخرف الطائفي، بل سنقصر الحديث على باب واحد من صروف الخرف، وهو الخرف الطبي.

وصدق من قال: خرف الأطباء مصيبة! ولا أتوقع أن تكون هناك مصيبة أشد من وقع هذه المصيبة على المرضى، وخصوصا من لا يعرف أي شيء عن بعض الأطباء الذين يشخصون على هواهم وبحسب ما يملي عليهم خرفهم... لن نطيل الحديث في وصف الخرف، ولندخل في صلب الموضوع. ففي إحدى عيادات الأطفال في المحافظة الوسطى، يتربع طبيب اشتهر بخرفه أخيرا، ولعل آخر “فناتكه” أنه فحص طفلا صغيرا ووضع السماعة على صدره فأشاح بوجهه عن أم الطفل لحظة، وعاد والجدية تملأ وجهه: طفلك يا أختي يعاني من فتحة في القلب! المسكينة كادت أن تموت من وقع الخبر وخصوصا أن لها بنتا تعاني من المشكلة نفسها.

الطبيب المخرف عاد في حديثه: هذا تحويل إلى المستشفى العسكري وعليك أن تأخذيه فورا لهم لفحصه قبل فوات الأوان... أختنا أخذت ابنها إلى العسكري وأرتهم التقرير المخرف، وما كان من الطبيب إلا أن انفجر بالضحك وهو يقول: هذا تقرير طبيب مخرف أو أنه بلغ من العمر عتيا!

لم يكن هذه الحادث الوحيد الذي يثبت خرف هذا الطبيب، بل أن أحد الأشخاص أخذ ابنه إلى الطبيب نفسه، وحين فحصه بوضع يده على بطنه قال: يعاني الطفل من تكدس ماء على الرئتين! يا الله على هذا التشخيص الكامل ولا كامل إلا الله، فهل نحن أمام شبيه إلى عيسى المسيح الذي يبرئ الأكم والأبرص بمجرد المسح، أم أننا أمام طبيب من الأولياء إذ إن إيمانه خوله اختراق حجب البدن ليرى الداء من دون آلة، ويصف الدواء من دون فحص؟!

بعيدا عن عيادة هذا الطبيب المخرف، واجهت شخصيا طبيبا لا يقل خرفا عنه، فبعد أن فحص طفلنا بالنظر، سألنا ما يعاني؟ فأجبنا: من الكحة أو التهاب الأذن، ولكننا لا ندري، فأنزل رأسه وهو يقول: آلة فحص الأذن ليست موجودة، ولكني سأكتب له هذا الدواء الذي يعالج الكحة والتهاب الأذن مرة واحدة!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً