العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ

صيف في الشتاء!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

لجنة تحقيق في الكهرباء مع بدء فصل الشتاء! ما الفرق بينها وبين أن تطلب من سمكة التنفس خارج الماء؟ ولكن هذا أيضا مقبول! المهم أنها رأت النور أخيرا، وإن كانت تحتاج مثل هذه اللجنة إلى ولادة حتى لو قيصرية في عز الصيف حتى تغلي تحت نار عالية كان الناس جميعا قبل شهرين يغلون تحت لهبها غليان البركان عدا أولئك الكبار الذين كانت تسحب لهم مولدات الكهرباء بسرعة الضوء وكان أثاثهم الفاخر ينعم بصيف أبرد من الشتاء؛ لأنهم وأولادهم حتى خدمهم وربما قططهم أيضا في رحلة استجمام حول عالم الضباب!

الشتاء المقبل شتاء قارس كما أنذرت بعض المراصد الجوية، نتمنى ألا تتجمد معه لجنة التحقيق هذه، وأن تكون الغرفة التي ستجمع مسئولي الكهرباء ساخنة سخونة مواسم الصيف الماضية، وليت هذه اللجنة تشكلت في جلسة استثنائية في الصيف؛ حتى يتسنى للنواب التحقيق مع مسئولي وزارة الكهرباء والماء في غرفة من دون كهرباء ولو لدقائق معدودات حتى يتذوق المسئولون شيئا من ملوحة عرق جباههم مثل العرق الذي ينزف من جباه الناس طوال شهور الصيف التي تتحول فيها مملكة البحرين، ودرة الخليج، وعروس البحر، إلى جهنم وبئس القرار!

ليتها تبدأ لجنة التحقيق بعرض الوعود التي نثرت بعد الإثنين الأسود “كما نثرت فوق العروس الدراهمُ!” وعود لا عد لها ولا حصر وكلها كانت ضحكا على ذقون الناس، وعود تصم الآذان في كل صيف وبمجرد دخول الشتاء تغط هذه الوعود تحت اللحاف في نوم شتائي عميق لتستيقظ مرة أخرى مع بداية كل صيف وهكذا، كأن الناس قطيع من الأغنام، حتى الأغنام تنعم بالكهرباء في زرائب الكبار؛ كي يبقى لحمها طريا على مدار الساعة!

لجنة التحقيق هذه يجب أن تدخل في شريان وزارة “الكهرباء” لتتعرف إلى الشارد والوارد، فالناس لا ينتظرون توصيات مطاطة وقرارات فضفاضة، يتلوها صيف أشد لهبا من الصيف الذي سبقه، بل الناس ينتظرون من هذه اللجنة فضائحَ مقنعة تبرر أن ينام الناس على بحر من العرق في مملكة تبيع برميل النفط بمئة دولار!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً