العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ

كلمة الجماهير «لا للتجنيس»

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

مفارقة عجيبة أطلقها الرأي العام البحريني عبر صفحات «الوسط الرياضي» قبيل المباراة الحاسمة لمنتخبنا الأولمبي مع كوريا الجنوبية في إطار التصفيات النهائية لأولمبياد بكين 2008، بعد أن أكد وبشكل فاضح عبر الاستبيان الذي أجراه «الوسط الرياضي» في الأيام الماضية عن عزوف الجماهير البحرينية عن المنتخبات الوطنية وخصوصا كرة القدم بعد أن كان الحضور منقطع النظير فقط قبل سنتين من الآن.

وجاءت نتائج الاستبيان لتقول بأن التجنيس «سرطان» أمسى يشل حركة الجماهير في الدفاع عن منتخب بلدها على أرضه، وأنه السبب الرئيسي لما يحدث للمنتخبات من انحدار في مستواه أدى بالتالي إلى عزوف الجماهير عن الحضور وراء المنتخبات.

قد يقول البعض إنّ «الوسط الرياضي» يعمل من وراء الستار ضد مشروع التجنيس الخاطئ الذي يتبعه المسئولون الرياضيون في البحرين وفقا لخططهم وأهوائهم، نقول نحن بأننا فقط نقوم بعرض وجهة نظر الكثيرين من المتابعين والعاشقين لهذا المنتخب، وننقل ما يدور في خاطرهم وشجونهم الغاضبة على ما يحدث من تهميش لرأي المواطن، وهذا الاستبيان كان دليلا قاطعا بأن ما توقعناه كان صائبا.

لنتحدث بشكل أشمل، لم نقم من خلال هذا الاستبيان بأخذ انطباعات الرأي القائل بإن التجنيس السبب الأوّل والرئيسي لما يحدث في المنتخب، بل قمنا بأخذ انطباعات أيضا من يقول عكس ذلك، والغريب في هذا أن الغالبية العظمى أكدت السبب الأول وهو التجنيس، وليكون الاستبيان أشمل وأكمل، أخذنا انطباعات اللاعبين القدامى والمعلقين الرياضيين وبعض رؤساء الأندية وصحافيين رياضيين، ليؤكد الاستبيان أن ما ذهب إليه «الوسط الرياضي» صائب 100 بالمئة.

قلنا سابقا ونحن نعيدها وسنعيدها ما دام في أقلامنا بعض الحبر، إنّ التجنيس القائم وراءه سياسة هدّامة لمنتخباتنا الوطنية التي كانت ضمن أفضل المنتخبات الآسيوية، ستقضي من دون شك على كل ما تم إنجازه في المراحل الماضية، وكان الخروج المر والمعروف سلفا من الدور الأوّل لبطولة كأس آسيا الأخيرة في اندونيسيا مثالا أول لبداية انتكاسة قادمة وتحطيم للانجازات السابقة، فبعد المركز الرابع على آسيا، أصبحنا في المركز الرابع على مجموعتنا في الدور الأول، وبعد منافسة حقيقية على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006، سيكون الخروج الأقرب للمنتخب في التصفيات المقبلة وفقا للمعطيات المتوافرة لمنتخبنا الوطني.

والآنَ ونحن على موعد مع إنجاز ربما يتحقق لو تأهل المنتخب الاولمبي إلى أولمبياد بكين، فإننا سنصفق بلا أدنى شك، لكنه لن يكون عملنا إجبار المواطنين الأصليين على التصفيق أيضا لتأهل المنتخب، ولاسيما وإننا نرى انعدام في الثقة بين الجمهور ومنتخباتنا الوطنية، حتى أمسى الجميع يؤكد بأنه لن يفرح لو تأهل المنتخب حقا، ولا ينسى الأخوة أن الجماهير قالت كلمتها يوم أنْ نادت الصحافة على صفحاتها الرئيسية الجماهير لحضور مباريات المنتخبات على أرض البحرين، لكنها لم تحضر؛ لأن إحساسا داخليا يؤكد فيها أنّ المنتخب الذي يلعب على أرضية الملعب الوطني ليس إلا منتخبا لأفراد معينين وبالتالي هو ليس للوطن، ولذلك ليس من المفروض أن نعطيه حبنا وصوتنا وقلبنا ونقف إلى جانبه ما دام هو لم يقف إلى جانبنا.

المسألة يا إخوة تعد طردية، وهي أنّ الجماهير لم تحضر ما دام اللاعب المجنس يأخذ مكان اللاعب المواطن غصبا وجورا، كما قالها البعض في استبيان «الوسط الرياضي»، وكما يحدث لعلاء حبيل وحسين بيليه وطلال يوسف الذين فضلوا الاعتذار عن تكملة المشوار مع المنتخب، بعد أن شاهدوا أن جيسي جون وفتاي والبقية تتبع يأخذون أماكنهم، ليس لأنهم لاعبون ذوو مستويات راقية وعالمية، وإنما لمصالح شخصية.

النتيجة إذا أنه يجب على المسئولين سرعة التجاوب مع ما يريده الشعب بأكمله وإعادة المنتخب لأهله من خلال إبعاد الفاشلين من المجنسين واستعادة من جلب الإنجاز وأفرح أهل البحرين وجمعهم في صالة واحدة هي صالة مركز الشباب «نساء ورجالا وشيوخا وأطفالا» يوم التقى المنتخب باليابان في نصف نهائي كأس آسيا 2004، فذلك هو الشيء الصحيح.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً