العدد 1930 - الثلثاء 18 ديسمبر 2007م الموافق 08 ذي الحجة 1428هـ

سقوط الطائرة تحت المجهر

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لا يخفى على أحد كيف حلّ الحزن بشعب البحرين عندما سقطت الطائرة البحرينية في الكويت من دون سابق إنذار، وهي التي كانت دائما تحلّق في سماء البطولات الخليجية على الأقل، فما بالنا حين كانت قريبة من الذهب العربي قبل البطولة الخليجية بأيام فقط، غير أنّ السقوط الأخير كان قويا لدرجة أنّ المنتخب الذي كان منافسا على ذهبية البطولة العربية وحامل ألقاب الخليج في بطولات عدة وآخرها مسابقة الكرة الطائرة في البطولة المصاحبة لكأس الخليج الأخيرة في الإمارات، لدرجة أنّ منتخبنا لم يقوَ على التحليق عاليا وحقق فوزين فقط مقابل 4 هزائم لم تكن بحسبان أي متابع سواء أكان بحرينيا أم خليجيا.

حقيقة يجب أن يوضحها المسئولون عن المنتخب الذي ذهب يعسكر استعدادا للبطولة في مصر، لكن المعلومات وأقوال رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطائرة الذي أعتقد بأنه كان شجاعا بتحمّل الاتحاد مسئولية الإخفاق وأقوال بعض اللاعبين، تثير حيرة أخرى فضلا عن حيرة المستوى الضعيف الذي قدمه اللاعبون في البطولة.

هذه البطولة والنكسة الأخيرة للرياضة البحرينية تعطينا إضافة إلى الدروس السابقة درسا في كيفية الاستعداد لمثل هذه البطولات، ففضلا عن الاختيار الجيد للمعسكر، إلى توفير جميع الإمكانات الممكنة لخدمة المنتخب الذي يحمل اسم البلد، إلى إعطاء المنتخب الأهمية الكبرى من خلال دراسة مسبقة لأية بطولة قبل المشاركة فيها، إلى دارسة النكسات الماضية وتحديد أسبابها قبل المشاركة الجديدة، وهذا بالتأكيد لم يكن في قاموس اتحاد الطائرة، وحتى الاتحادات الوطنية الأخرى.

عندما غادرالمنتخب إلى البطولة العربية شاهد الجميع كيف كان المنتخب يحتضر وسط التشكيلة غير المستقرة واللاعبين المغادرين والقادمين، وكأنّ المنتخب أصبح في معسكره السابق للبطولة في مرحلة تجارب وليس في مرحلة إعداد حقيقية، اللاعبون لا يعرفون من سيلعبون إلى جانبهم، وفي لعبة مثل الكرة الطائرة يكون صانع اللعب أهم اللاعبين، فكان ما كان من عودة لاعب النصر حسين متروك إلى البحرين بعد استدعائه لجهة عمله، وبعدها إصابة المعد الأساسي محمود حسن، ومن ثم تجربة أكثر من معد كانت سببا برأيي في ما وصل إليه المنتخب في البطولة الخليجية، وأنا لا أحمّل اللاعبين الذين كانوا مع المنتخب المسئولية بقدر ما أحمّل الجهات المعنية مسئولية الإخفاق، إذ قدم هؤلاء المعدّون كل ما يملكون خدمة لبلدهم وهذه كانت طاقتهم.

ثم تعالوا نشاهد كيف ارتقى الآخرون ونحن هبطنا، فالمنتخب العُماني الذي أمسى أبرز المنتخبات الخليجية تطورا على رغم خسارته البطولة بنظام فاشل ولمرتين متتاليتين، أعد العدة من دون شك لهذه البطولة من خلال معسكر قوي ومن ثم المشاركة في بطولة راشد الدولية في الإمارات التي أحرز لقبها، وكل ذلك وأكثر إنه شارك بصفوف متكاملة وبالتشكيلة المعروفة دائما مع إدخال عنصر الشباب الجديد الذي ساهم من دون شك في خدمة المنتخب، أمّا بطل الخليج قطر فعلى رغم افتقاده لقائده مبارك عيد إلا أنه شارك بصفوف متكاملة منذ البطولة العربية وكان مستعداَ في إحدى الدول الأوروبية، ليحقق إنجازين كبيرين من خلال الفوز بذهب العربية وبعدها بالخليجية.

هذا يبين لنا كيف تستعد منتخباتنا وليس فقط منتخب الطائرة وإنما المنتخبات الأخرى، وكيف يستعد غيرنا استعداد الأبطال المنافسين على البطولة والقادمين فقط للذهب ولا غير، بينما نحن نماطل دائما في تحديد المعسكر المطلوب، وإن تحدد فإنه سيكون في بقعة فاشلة غير صالحة للإعداد المثالي، ومن ثم المغادرة وسط الضباب الذي يحجب التشكيلة من لاعبين مهمين لظروف تستطيع الاتحادات دائما أنْ تكون أقوى منها لتوافر أفضل الإمكانات لمنتخباتنا الوطنية.

الأمر ذاته يعود بالمسئولية على الجهة المهنية وهي المؤسسة العامّة التي يجب أن تقوم بمهامها بشكل صحيح وتخدم أي منتخب ليس فقط منتخب كرة القدم، وتعمل جاهدة في مساعدة الاتحادات الضعيفة في توفير كل ما يعود بالفائدة على المنتخب، نقول ذلك من باب حبنا لمنتخباتنا الوطنية التي نريدها دائما ما تكون ضمن المنافسين والفائزين بذهب أية بطولة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1930 - الثلثاء 18 ديسمبر 2007م الموافق 08 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً