العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ

قابيل وهابيل

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

لطمع أخ في ما عند أخيه وقعت أوّل جريمة قتل على وجه الأرض، إذ قتل ابن آدم قابيل أخاه هابيل؛ لأنه كما يُقال كان يريد زوجة هابيل لنفسه... فأمرهما آدم أنْ يقدّما قربانا، فتقبل الله من هابيل؛ لأنّه رضي بحكم الله وأخلص النية وعمد إلى أحسن ما عنده، ولم يتقبّل من قابيل؛ لأنه لم يرضَ بحكم الله، ولم يخلص النية في قربانه، وقصد إلى أخس ما عنده.

الحكاية نفسها تتكرر، يلخصها صراع «الخير والشر»، وهو صراع قائم طالما وجد ظلم على هذه الأرض. وإنْ كانت حسبة ابني آدم عادلة فمن أخلص النية تقبّل الله منه، فما نجده على أرض الواقع مخالف لميزان الله وعدالته، فالحقوق، ومنها الوظائف، توزّع بحسب الحسب والنسب ودرجة المصلحة من الشخص نفسه، وبحسب المذهب الذي ينتمي إليه، ولا يمكن للكفاءة ولا للشهادة العلمية ولا حتى لسنوات الخبرة بالإضافة إلى التفاني والإخلاص في العمل أنْ تشفع له لنيل الدرجة الذي يستحق طالما أنه ليس على «هوى صاحب القرار ومذهبه»!

ابن آدم (عنده) لكنه طمع في المزيد فقتل أخاه، وابن الوطن يُكافح ويجدّ ويجتهد؛ ليجد المنصب الذي يستحق، بل باب التوظيف عموما، حراما عليه، حلالا على مَنْ قد يكون أدنى منه مستوى ولكنه على «ملّة» صاحب القرار... ألا يحق له أنْ يحنق ويحسد أخاه؟ وألا تكون الدولة بذلك «مدعية» في محاربتها للطائفية كونها مَنْ أسس لها بحسبتها غير العادلة؟! وللمشكك «ملة» طوابير العاطلين خير برهان.

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً