العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ

كفاكم لعب يا إخوان

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن القرارالذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة اليد على نظيره الاتحاد الآسيوي مستغربا بتاتا في ظل الظلم والانحياز الواضح الذي تتحصل عليه المنتخبات الكويتية على حساب المنتخبات الآسيوية الأخرى، إذا ما قلنا إنّ مثل هذا القرار كان متأخرا في الأساس، إذ كان من المفترض أن يتخذ ما هو أقوى من هذا القرار وقبل هذا الوقت.

أليس من المستغرب أساسا أنْ تفوز وتتأهل الكويت فقط في كلّ بطولة تشارك فيها منتخباتها وحتى أنديتها وينظمها الاتحاد الآسيوي، وكأنّ آسيا لا تعرف سوى الكويت، أو كأنّ منتخبات آسيا كلّها لا تستطيع اللعب أمام الكويت، حتى بتنا نجزم بأنّ أية بطولة مؤهلة لكأس العالم أو الأولمبياد ستكون للكويت من دون أدنى شك وهي أوّل المتأهلين، وأن أية بطولة للأندية ستكون الفرق الكويتية هي الفائزة، وكل ذلك يُعرف قبل انطلاقة البطولة.

لا يا إخوان يجب أنْ تكونوا منصفين في المنصب الذي تحملونه، أو على الأقل اتركوا بطولة ولو واحدة للدول الأخرى، لا كأنّ الكويت هي الوحيدة التي تعرف أنْ تلعب كرة اليد في آسيا وكأنها مهد لعبة كرة اليد في آسيا!، فلو رأيتم المستوى الذي يقدّمه منتخبكم في البطولات العالمية التي يتأهل إليها، لأكدتم أنه لا يستحق الوصول في كلّ بطولة، إذ في كل بطولة عالم أو أولمبياد يودع من الدور الأوّل من دون مستوى يُذكر وبهزيمة بفارق كبير، على عكس الوصيف أو صاحب المركز الثالث كاليابان وكوريا الجنوبية وحتى قطر التي نراها تلعب وتنافس بقوّة ويتأهل بعضها للدور الثاني، وتجد البعض من أوروبا يستغربون ويتساءلون، هل يا ترى هذا هو مستوى بطلكم الدائم؟

هل من المعقول أنْ يقوم اتحاد قاري بتهديد الدول التي تنضوي تحت مظلته بمجرد دخوله في خلاف مع الاتحاد الدولي؟ هل وصل بنا الأمر إلى الدخول في تهديدات وكأننا في سياسة وليس رياضة تسودها الحب والمودة والإخاء؟ على الاتحاد الآسيوي أنْ يحلّ مشكلته بمفرده مع الاتحاد الدولي، لا أنْ يقوم بتهديد الدول وهو عمل الضعيف الذي يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فهذه الطريقة ليست هي الحل.

أتذكر حين اتخذت المؤسسة العامّة للشباب والرياضة قرارا بعدم المشاركة في أية بطولة ينظمها الاتحاد الآسيوي، لم أكن أعرف أأقف مع القرار الذي سيحرم منتخباتنا وأنديتنا من الوصول إلى العالمية، أم أعارضه؟ وبقيت حينها صامتا، لكنني الآنَ أصبحت على يقين بانّ قرار المؤسسة العامّة كان صائبا في ظل المعرفة المسبقة لبطل أية بطولة تلعب فيها منتخباتنا وأنديتنا وينظمها الاتحاد الآسيوي، فبدل الدعم على أمثال هذه البطولات التي لا تجلب الفائدة بل الخسارة، يمكن تحويله إلى بطولة أخرى.

إذا ما نظرنا وحللنا مستوى الكويت وقارناه بالدول الأخرى سنجد أن هناك مَنْ هو أحق بالتأهل والفوز بالبطولات الآسيوية من الكويت، فمثلا نجد أن نادي القادسية هو بطل آسيا للأندية الموسم الماضي وقبله الصليبيخات في بطولة الأردن، لكنه جاء في المركز قبل الأخير في البطولة الخليجية الماضية التي تلت البطولة الآسيوية بأشهر بسيطة، بل والأدهى من ذلك جاء ممثل الكويت الثاني في البطولة الصليبيخات قبله أي في المركز التاسع، فيما كان البطل هو الأهلي البحريني، لماذا يا ترى في البطولات الآسيوية تكون أندية ومنتخبات الكويت هي البطلة، وفي غيرها لا يكون لها ذكر.

صحيح أنّ الاتحاد الدولي في قراراته الأخيرة يناقض نفسه في ظل الخوف الذي تبديه الدول الآسيوية من الوقوف في وجه الاتحاد الآسيوي؛ لأنها في المقام الأوّل تلعب تحت منظومة الاتحاد الآسيوي وليس الدولي، لكنه في الوقت ذاته يعد قرارا صائبا لإيقاف ما هو أخفى، إذ سيكون على الأقل بمقدور منتخباتنا الوصول إلى محفل عالمي، في مقابل أنْ توافق أنديتنا على عدم المشاركة في البطولة لأنها لن تحظى بشيء سوى الفشل والميداليات الفضية أو البرونزية، حتى لو كانت تلعب بأفضل اللاعبين. وهنا نتمنى أن يوفق الاتحاد الدولي في مسعاه ويطبق هذه القرارات التي أعتقد أن منتخباتنا ستكون أوّل الفرحين وأوّل المستفيدين من مثل هذه القرارات في تحقيق حلم طال انتظاره.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً