يصادف اليوم السبت ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين (ع) في العاشر من محرم، ذلك اليوم المهول الذي سجلته صفحات التاريخ وسيبقى خالدا مادامت السموات والأرض وعدا من عند الله «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» (آل عمران - 169)...

إن الثورة التي قادها الإمام الحسين (ع) مع ثلة من بنيه وأصحابه رسمت للعالم بأسره أهدافا سامية جعلت منها ثورة خالدة، ولعل الشعار الذي اتخذته حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم، التي ينظمها صندوق النعيم الخيري هذا العام، يحمل دلالات كثيرة لهذه الثورة، فشعار «الحسين رمز السلام» يعكس وإلى درجة كبيرة الغرض السامي من حركة الإمام وخصوصا حين نقرأ رسالته إلى أخيه محمد بن الحنفية التي يقول فيها «... وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص)، أريد أن آمر بمعروف وأنهى عن منكر»...

إن الحسين (ع) أراد من ثورته أن يحمل للعالم بأسره رسالة مفادها أن بمقدورهم العيش بسلام ووئام بعيدا عن الظلم والاضطهاد والازدراء والاحتقار، فالبشر كلهم متساوون في الحقوق والواجبات ولا فضل لأحدهم على الآخر... وقد يقود هذا الطرح إلى إثارة بعض الأسئلة ومن أهمها : إذا كان الحسين رمزا للسلام فما معنى الحرب التي خاضها في أرض كربلاء؟ صحيح أن الحسين خاض حربا استشهد فيها، ولكن الدلالات التاريخية تؤكد أن الحسين لم يكن البادئ بالحرب ولم يردها، بل حاول جاهدا أن يثني القوم عما قدموا من أجله بالوعظ والإرشاد، ولكن الأقوام المغرر بهم أبوا إلا الحرب أو أن ينزل الإمام عند طاعة أميرهم وهو ما رفضه الحسين (ع).

ولكي لا نمر مرور الكرام على الفعاليات التي أقيمت في هذا الشهر، دعونا نذكر ولو بشيء من الإيجاز المشروع البيئي الكبير الذي قام عليه «مركز المنامة الإعلامي» برعاية جلالة الملك، إذ جسد هذا المشروع أهدافا أخرى منبثقة من هدف الإصلاح الأسمى، فالإنسان لن يكون بمقدوره العيش بسلام من دون بيئة ينعم فيها.

السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين يوم ولدت ويوم استشهدت ويم تبعث حيا، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، وستبقى أهدافك السامية نبراسا يضيء لنا دروب الظلام.