العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ

مرارة التجنيس!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

المبدأ: «الجنسية البحرينية لمن يستحقها وفقا للقانون، لا أحد ينازع في ذلك، سواء أكان الحاصل على الجنسية البحرينية عربيا أم أجنبيا، أم خليجيا أم شاميا أم يمنيا أم آسيويا... إلخ». هذا مقتطف من مقال منشور سابقا لكاتب السطور. وها هي الأيام تترى تحمل من أنباء القوم الذين تم تجنيسهم وإدخالهم عنوة على النسيج الاجتماعي في البحرين... أنباء يندى لها الجبين، أفعال شائنة ليس لها من قرار ولا نهاية... أعمال متمادية في سحق أدبيات هذا الشعب المسلم المسالم، وما تربينا عليه من ثقافة وتربية راقية مدنية.

تنبأنا بمثل هذه الصواعق، فالجواب يقرأ من عنوانه، إلا أن الصاعقة لا تكمن في الخبر الأخير من المحرق، فالأخبار القادمة قد تكون أكثر مرارة ووجعا لمن سيتابع أخبار هذه التجنيسات غير المنطقية، غير العاقلة، غير الرشيدة، غير الحميدة وغير الآبهة بمشاعر الشعب البحريني بمجاميعه (سنة وشيعة، وإخوة لنا عربا حصلوا على الجنسية البحرينية بكامل الشرف والاقتدار وبحسب القانون).

حذرنا مرارا وتكرارا من التمادي في هذا الغي التجنيسي المقيت، ولكن لا من مجيب. بل قام بعض خطباء المساجد بالتحريض على زيادة التجنيس! وتداعى أعضاء جمعيات السوء والحصالات السياسية مؤيدين لفكرة التجنيس، حتى سعت كل جمعية بقوائم التجنيس تدلي بها وتقدمها بين يدي سلطة التجنيس في البلاد.

قام بعض الخطباء وأئمة المساجد باستخدام الآيات القرآنية من أجل شرعنة التجنيس، ومازلت أذكر أحد السفهاء (الخطباء) وهو من مشايخ السلطة والركض خلف الدنانير التي تنهمر عليه من جهات عدة في الدولة، حينما قام بتمثيل واقعة التجنيس وكأنها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة! وأيضا حينما كتبنا مخاطبين الجهات العليا بتقنين التجنيس وتحديد ضوابط ومعايير منطقية له، قامت قيامة البعض ولوحوا بأن هذا في صالح أهل السنة والجماعة، وعلى منوال ما قاله زميلنا العزيز «العرب مكسب»!

في هذه العجالة العجولة، أطالب الإخوة الذين رفعوا عقيرتهم ضدنا في تلك الأيام، وأسألهم بالله عليكم ما هي فوائد التجنيس على السنة؟! لن أحصل على رد مطلقا! فقد لاذوا بالصمت مرارا وتكرارا... ولن يغفر لهم الشعب البحريني هذا الظلم الذي اقترفوه.

النار لا تحرق إلا رجل واطيها. ذاك الذي ينفث دخان سيجارة من على شرفة فلته في المناطق الراقية لا يشعر بمرارة التجنيس. يشعر بمرارة التجنيس من ينتظر على قائمة الإسكان بيتا صغيرا له وعياله، ثم يتفاجأ بتجنيس أحدهم ومنحه بيتا! يشعر بمرارة التجنيس من ينتظر وظيفة يحصل عليها ثم تأتي بغيره وتمنحه الجنسية وتوظفه... وهكذا دواليك.

وهكذا، تطور الأمر بنا كشعب بحريني مضياف إلى شعب انعزالي متطرف ضد من حصلوا على الجنسية البحرينية! من المستفيد من هكذا تجنيس؟ هل حسابات سلطة التجنيس صحيحة أم رعناء هوجاء تسقط في أول اختبار كما سقطت تلك الأقوام في أول اختبار حسن سيرة وسلوك؟!

من يملك سلطة التجنيس عليه مراجعة هذا الخبال المسمى تجنيسا... نحن لسنا ضد إخوتنا العرب الذين أمضوا الفترة القانونية، بل نحن مع تجنيسهم متى كانوا ملتزمين باشتراطات حسن السيرة والسلوك... بل هم ظهرنا وسندنا، وخصوصا أهلنا من سلطنة عمان الذين أمضوا الفترات الطويلة دونما الحصول على الجنسية البحرينية، وكذلك أصلنا وساسنا أبناء اليمن، فهؤلاء لا تأتي المشكلات من ورائهم بل هم الأقرب لطبائع أهل البحرين. وستبقى مرارة التجنيس غصة في حلوق البحرينيين السنة!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً