تتسابق دول الخليج العربي في خلق أجواء مشجعة للاستثمار وتوفير أرضية خصبة تشجع المستثمرين وتنفسم دول الخليج في هذا الشأن إلى قسمين الأول تخصص في تشجيع قطاعات استثمارية محددة مثل القطاعات الصناعية والنفطية وأخرى تخصصت في خلق بيئة استثمارية صالحة لجميع أنواع الاستثمارات في قطاعات العمل المختلفة.
أما نحن في مملكة البحرين فقد اخترنا أن نبني مستقبلنا على ماض عريق عرفت به البحرين منذ القدم بأنها منارة للعلم والتعلم وشاركت مملكة البحرين تاريخيا في نشر العلم والمعرفة على مستوى منطقة الخليج العربي ومن هذا المنطلق ركزت الاستراتيجيات الاقتصادية في البحرين على تشجيع الاستثمار في التعليم والتدريب.
وهناك مدارس مختلفة في عملية زيادة الاستثمارات في أي قطاع اقتصادي ومنها من يهدف إلى استقطاب مزيد من الاستثمارات من خارج الحدود ومنها من يؤمن بتشجيع وزيادة الاستثمارات من قبل المستثمرين الموجودين وذلك عن طريق حوافز مشجعة أو مشاركة الحكومة في زيادة المخصصات المالية للقطاع المستهدف تنميته كما حدث في مجالي الاستثمار في التعليم/ التدريب وكذلك العقار في مملكة البحرين.
وتأتي فلسفة المدرسة الاخيرة في الاستثمار على قاعدة تطوير عميل قديم أسهل من استقطاب آخر جديد!
إذا ما طبقنا هذا على مجال التدريب في البحرين فيجب أن تطور بيئة تشجيع المستثمرين الحاليين في التدريب عن طريق تذليل الصعوبات وتسهيل الاجراءات، ولكننا في مملكتنا الحبيبة نشعر بعكس ذلك، فإننا أصحاب معاهد التدريب بدأ يتسرب إلى نفوسنا هاجس بأن هناك سياسة فوقية تهدف إلى تطفيشنا من مجال التدريب.
وكذلك فنحن نشعر بان هناك متنفذين يرغبون في تنظيف الساحة التدريبية من منافسة ومزاحمة بعض المؤسسات التدريبية المستجدة وهذا الشعور دفعنا لتخمينات كثيرة منها، بأن بعض المتنفذين هم مساهمون غير معلنين في هذه المؤسسات التدريبية المستجدة خاصة تلك المسجلة خارج البحرين ولها تمثيل داخل المملكة ويذهب بعضنا إلى الإيمان بظاهرة «مقاولي التدريب» حيث نحن لدينا تخمين بأن بعضا ممن يملكون قرار إرساء المناقصات التدريبية، وأؤكد كلمة (البعض)، أصبحوا «مقاولي تدريب» بمعنى اتسلم وأدفع!
وأريد أن أوضح الأمر بجلاء بأن هذه مجرد تخمينات مبنية على شعور عام تطور ووصل إلى هذه المرحلة مما دفع البعض منا للبحث والتحري وستكشف الأيام المقبلة في البحرين عن كثير من المفاجآت في هذا المجال.
وأخيرا... نوجه نداء آخر لمن يهمه الأمر... نحن معاهد التدريب باقون في البحرين ما بقيت الشمس والقمر، ومحاولات الإحباط والتثبيط لن تثنينا عن مواصلة نجاحاتنا.
وهمسة في آذان «مقاولي التدريب»... فما أيامكم إلا عدد وانظروا الى من سبقوكم في هذا المجال، فمنهم من تقاعد أو قوعد رغما عنه ومنهم من أُبعد...
واننا نبشر نفرا من هؤلاء المقاولين بأننا سنراكم قريبا تطرقون أبواب المعاهد التي تسعون اليوم لأغلاقها ولكن في المرات القادمة ليس لاستلام المعلوم أو التمتع برحلة استجمام في احدى الجزر أو المنتجعات كما تفعلون اليوم مع من ترسون عليهم المناقصات وأنما لطلب الحصول على فرصة عمل للتدريب بالنظام الجزئي وقد رأينا مجموعة من «مقاولي التدريب» الذين سبقوكم قد فعلوا ذلك وقامت بعض المعاهد بمساعدتهم وأعطتهم فرصة التوبة التي قد لا تحصلون عليها.
وأخيرا فهذه شقشقة علها تنبه الغافلين من «مقاولي التدريب» بأنهم قد يحتاجون غدا للمعاهد التي يحاولون اغلاقها اليوم.
إقرأ أيضا لـ "عبدعلي محمد حسن "العدد 1993 - الثلثاء 19 فبراير 2008م الموافق 11 صفر 1429هـ