العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ

مدرب بالريموت كونترول

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعجبني كثيرا الموقف الذي اتخذه الاتحاد الإيراني برفضه رغبة المدرب الإسباني الشهير خافير كلمنتي بالإقامة في بلده والحضور إلى طهران عند تجمع المنتخب فقط كشرط أساسي لقبول مهمة تدريب المنتخب الإيراني الذي مازال يبحث عن مدير فني يقوده خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.

وعلى رغم حاجة المنتخب الإيراني لمدير فني بشكل عاجل، وضيق الوقت الذي يداهم المسئولين عن الفريق وخصوصا بعد النتيجة السيئة التي حققها المنتخب الإيراني على أرضه بتعادله مع المنتخب السوري في الجولة الأولى من التصفيات، فإن المسئولين هناك وضعوا مصلحة المنتخب وكرة القدم الإيرانية فوق كل اعتبار، حتى وإن كان المدرب من الأسماء اللامعة في عالم التدريب، مؤكدين حاجتهم إلى مدرب يتعايش معهم ويقف عن قرب على أسلوب حياة اللاعبين، وأسلوب الحياة في بلدهم لكي يتأقلم معهم ويتفهم نفسية اللاعبين ويقدر ظروفهم، كما يدركون تماما أنهم يحتاجون إلى مدرب يحضر المباريات المحلية ويشاهد اللاعبين عن قرب ويكتشف لاعبين جددا من أجل تكوين فريق متكامل، وأنهم لا يحتاجون إلى مدرب يعمل بالريموت كونترول يجلس في بلده ويشاهد المباريات عبر الأشرطة والتلفزيون!

هذا الموقف يحسب للمسئولين في الاتحاد الإيراني، وهذا مثال حي للاحترافية في إدارة الشئون الرياضية، لأننا يجب أن نضع المصلحة العامة فوق المصالح الفردية مهما كان نوع وجنس هذا المدرب.

ولو رجعنا إلى الوراء قليلا سنجد أن اتحادنا الموقر سقط أمام رغبة المدرب الألماني المغمور في عالم التدريب بريغل، وسمح له بإدارة منتخبنا بالريموت كونترول، وفي النهاية حزم حقائبه، وأخذ من الأموال ما أخذ وغادر إلى وطنه قرير عين سعيدا بغنيمته التي حصل عليها من البحرين!

والأمر نفسه أصبح يتكرر لدى ماتشالا ومساعده إيفان اللذين بدآ يكثران من السفر، في الوقت الذي نأمل منهما أن يعملا معا إلى جانب الاتحاد البحريني لكرة القدم في إنتاج مواهب جديدة من أجل تكوين منتخب جديد قادر على تحقيق الإنجازات لكرة القدم البحرينية.

ويجب على مجلس إدارة الاتحاد أن يكون أكثر احترافية في تعامله مع المدربين الذين يتعاقد معهم سواء لقيادة المنتخب الأول أو منتخبات الفئات العمرية، ويجب أن يكون أكثر صرامة في مثل هذه الأمور لكي تتحقق المصلحة العامة بدلا من إهدار الأموال من دون طائل.

كما يجب أن يفعّل الدور الرقابي من قبل لجنة المنتخبات على جميع المدربين العاملين في الاتحاد، لأنها السبيل الوحيد لضمان حقوق الاتحاد وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها من خلال تعاقده مع المدربين.

تمنياتنا القلبية لمنتخبنا الوطني بقيادة مدربه التشيكي ميلان ماتشالا بالتوفيق في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وأن يواصلا المشوار بنجاح نحو تحقيق الحلم الذي طال انتظاره

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً