العدد 2000 - الثلثاء 26 فبراير 2008م الموافق 18 صفر 1429هـ

عدم معرفة مناطقنا في البحرين... النويدرات أنموذجا

منصور محمد سرحان comments [at] alwasatnews.com

على رغم صغر مساحة مملكة البحرين، إلاّ أنها تضم الكثير من المدن والقرى المختلفة، والمناطق الحضرية الجديدة. وقد يلتبس الأمر على البعض بين هذه المنطقة وتلك أو هذه القرية وتلك الأخرى، وهذا قصور في معرفتنا لمناطقنا الجغرافية، على رغم بروز المحافظات الخمس في المملكة التي سمت المناطق بأسمائها وفق تخطيط دقيق وحديث. فمثلا ترى البعض لا يعرف أين تقع قرية «جنوسان» وما الفرق بين «الديه» و«الدير»، وأينَ «قلالي» من «الحد» و«النويدرات» من «سند» و«العكر» من «سترة» و«أم الحصم» من «الزنج» و«الجنبية» من «الجسرة» و«بني جمرة» من «الحجر» وقس على ذلك.

تلك هي أبجديات مناطقنا، وعلينا أنْ ندرسها بعناية قبل دراستنا لمناطق مختلفة من العالم. ومن المدهش حقا أنه عندما تتحدّث مع البعض عن مناطق لندن وشوارعها ستجده يعرفها ويحفظها حفظا إلا أنه يجهل مناطق المحرّق أو المنامة وشوارعهما، وأهم أحياء تلك المدينتين.

وأنّ أكثر مثالا صارخا على جهلنا لمناطقنا ما نشرته صحافتنا المحلية من أنّ (إسكان النويدرات) يقع في هورة «سند»، وهذه أوّل مرة نسمع بها في حياتنا، على رغم معرفتنا التامة لمناطق البحرين وقراها معرفة وافية ومتكاملة... وهنا يجب التنوية بأنه لا يهمني طريقة توزيع الوحدات والشقق على طالبيها، وهي مشكلة قائمة الآنَ في إسكان النويدرات فجميعهم بحرينيون... ولكن ما يهمني أنْ نعرف مناطقنا قبل غيرنا، وألا ننجر وراء تسميات خارجة عن نطاق تاريخنا.

فقد ورد في بعض صحفنا منطقة «بربورة» وهذه المنطقة واقعية بالفعل وهي امتداد لقرية النويدرات ومرتبطة بها، والدليل على ذلك أنّ بعض العائلات التي تسكن النويدرات تحمل لقب البربوري (نسبة إلى بربورة). كما أنّ مقبره النويدرات تقع على أطراف بربورة. فمن أينَ جاءت التسميات الأخرى؟ وبالرجوع إلى المحافظات سيجد المرء أنّ مشروع الإسكان الحالي يقع في النويدرات وهذا لا يحتاج إلى دليل أو برهان.

ومثال آخر أسواق المنتزه في النويدرات تكتب من قبل أصحابها في بعض الأحيان في سترة، وكأنك تقول طوكيو عاصمة الصين وواشنطن عاصمة كندا؟! فهل فعلا أصبحنا في وضع لا نعرف فيه أينَ نحن وماهي مناطقنا؟ إنْ كنّا كذلك فنحن في وضع لا نُحسد عليه في علم جغرافية مملكتنا العزيزة.

إن هذه الملاحظة تجعلنا نتوجّه إلى وزارة التربية والتعليم لزيادة الاهتمام بتدريس الطلبة مناطقنا الجغرافية والتعرّف عليها منطقة منطقة، فحبنا لوطننا يحتمّ علينا أوّلا وقبل كلّ شيء معرفة مساحته الجغرافية وموقعه، وأسماء مدنه وقراه، وأهم مناطقه التاريخية، ومواقع الآثار القديمة والقلاع التي شيّدت فيه عبر سنوات مختلفة.

كما أطالب بزيادة الاهتمام بدراسة رموزنا التاريخية التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ البحرين، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الفاتح والشيخ عيسى بن علي الذي وقف ضد أطماع المستعمر البريطاني والتف حوله جميع فئات الشعب. إن مناهجنا الدراسية بحاجة ماسة إلى تقديم القادة ومناطق البحرين إلى الطلبة بأسلوب عصري متطوّر من خلال كتاب ورقي وآخر إلكتروني، يجذب الطالب ويزوده بمعلومات هي أساس الولاء للقيادة والوطن.

إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"

العدد 2000 - الثلثاء 26 فبراير 2008م الموافق 18 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً