العدد 2016 - الخميس 13 مارس 2008م الموافق 05 ربيع الاول 1429هـ

تعالوا .. لنُكمل هذا «التمثال»

أنظر إلى هذه الورقة البيضاء ... ولا أدري ما الذي سأكتبه هذا الأسبوع؟!

بياضها يستفزني... أحب أن أراها مُلطخة بالحبر، والبحر، والرحب من الأشياء. أراها أحيانا مثل»صخرة» وأتعامل معها مثل «نحّات» يحفر البياض ليكتشف الوجه المُخبأ داخلها... وأتخيّل»التمثال»الذي لم يُخلق حتى الآن: مرة، أتخيله طائرا حرا، أطلق جناحيه في فضاء حر.

ومرة أتخيله وجه مواطن بائس طحنته الحياة. ومرة يأتي بملامح «شرطي»... وأحيانا «لص» يدّعي الظرف!، ومرة يأتي على هيئة»سؤول» مهم... ولا تستطيع إنجاز العمل، ويبقى»التمثال» ناقصا في بعض تفاصيله! وفي كل هذه المرات، تشعر بأن»العيون» تراقبك: عين تنظر لك بريبة دائمة... كأنك مشروع مجرم يهدد الأمن والنظام العام. وعين لها نظرة بوليسية مخيفة، تريد أن تخترقك لتكتشف لون دمك! وعين تبحث بين الكلمات - عن»بنات» أفكارك - وهل قامت إحداهن بخدش الحياء العام؟... ولا يبحثون عن»أولاد»أفكارك.. على رغم أنهم ذكوريون جدا! وعين تحاسبك على»النوايا» التي لا يعلمها إلا الله... وتدّعي أنها تجيد قراءة ما بين السطور... وقراءة الكف... والفنجان... والطالع! وعين لها نظرة ثاقبة... وعين لها نظرة مثقوبة... وعين»تنظر» فقط ... وعين تنظر و»ترى»!

وهنالك عين الشيخ، وعين القبيلة، وعين شرطي المرور، والعين المُصابة بالحول المؤدلج، والعين المُصابة بعمى الألوان.. والفرح، وعين... وعين... وعين... وعين... تشعر بالاختناق:»ما أكثر العيون»!.

كأنّ الأكسجين حزم حقائبه، وسافر إلى كوكب آخر.

تصرخ في الفضاء: يالله.. ياااااا الله .. قليلا من الهواء.. لكي أستطيع أن أكمل عمل هذا «التمثال».. وأعدك يا رب حين الانتهاء منه أنني سأكسره ليستريحوا جميعا ...

العدد 2016 - الخميس 13 مارس 2008م الموافق 05 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً