العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ

الأسر المنتجة وصناعة القرون الماضية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الأسر المنتجة مازالت تراوح مكانها في إنتاجها لبضائع القرون الوسطى والماضية من الحصر والسلال والفخار... على رغم محدودية أشكالها المتواضعة، ومنافسة المنتج الأجنبي العالي الجودة، مازالت هذه الأسر تنتجها وتحاول أن تجد مَنْ يشتريها باسم التراث.

على رغم ارتفاع سعر المواد الخام ومن اندثار النخلة والتي يستعمل نتاجها واندثار البساتين برمتها والأراضي التي كانت تغذي تلك الصناعة وعلى إثرها اختفاء الطين، مازالوا يعتقدون أنه توجد عندنا صناعة وخزفية!

وقد أقيم لهذه الأسر وإنتاجها مركز جميل في منطقة السيف يكاد يكون متحفا للعرض وليس للبيع لركوده!

إن المشروعات يجب دراستها وإعادة النظر فيما تفرزه في الأسواق، من بضائع متواضعة لا تغري أحدا لاقتنائها؛ لأنها أصبحت بضائع القرن الماضي في صلاحيتها وفي فائدتها التي لم يعد الناس في حاجة إليها.

لقد قفز العالم في طريقة تفكيره للتحفيز على العمل والموارد التي يحققها من وراء ذلك، باتت عالية جدا تناسبا مع ما هو لدينا.

إنّ التكنولوجيا في الكمبيوتر والصناعات الحديثة أصبحت في كلّ حارة ومكان في البلدان الأخرى ونحن مازلنا نراوح مكاننا نفكر كالأجداد. ببساطة إنّ زيارة للشرق الأقصى ومصانعه، من الصين والهند وماليزيا وسنغافورة وتايلند إلخ ترينا النقلة النوعية في اكتساب المهارات وتحمل صناعات حديثة عالية التقنية تستفيد منها الأسر على رغم مواردها البسيطة، وقلة المواد الأساسية للإنتاج، وافتلت من فقر مدقع إلى التصنيع وبتقنيات عالية وبدأتها في بيوت متواضعة بحيث يعمل في الغرفة عشرة أفراد على الأقل في صمت وسكون، هم يعملون في كل شيء ويدربون بصورة دورية على كل الصناعات (الثقيلة والخفيفة منها)، على الشرائح الكمبيوترية وقطع الغيار لكلّ الصناعات الثقيلة من الإنتاج والمجوهرات بجميع أشكالها والخياطة والأزياء والأثاث وصناعة الأدوية... إلخ بما فيها أنواع الخزف العالية الجودة والفنون الراقية وأصبحت تلك الصناعات تشكّل أحد الأضلاع الأساسية في تنمية الموارد البشرية والمادية والمجتمع بجميع فئاته!

لماذا نحن مغيّبون، لماذا لا توجد لدينا صناعة محترمة نفتخر بها والأسر المنتجة، ولماذا نتلذذ في البقاء والصمود في الماضي، أين هم المسئولون من حملة الشهادات العالية في التخطيط لتطوير البلاد صناعيا؟ ألم يزوروا هذه البلاد، ألم تصبهم عدوى تلك التكنولوجيا، ألا يتمنون أنْ يكون لأبنائنا نصيب في الإبداع لهذه الحضارة ولو جزءا بسيطا حتى ولو كان منقولا؟

لن يذكرنا التاريخ إلا بإنتاج النفط والذي لا إبداع لنا حتى في اكتشافه، فالشركات الأجنبية تشكر حتى على بحوثها في إيجاده، ونحن سلبيون في أدائنا!

نحن نمتلك المواد الخام والطاقة، ولا نعرف كيفية الاستفادة منها وطريقة تنمية بلادنا ورفع مستوى أبنائنا في الإبداع والعمل منها... مستهلكون فقط وليسوا بمنتجين لأية صناعة حديثة!

إنّ أسرنا في حاجة إلى تطوير الإنتاج وتحريك العجلة، للحاق بركب الحضارة الحديثة.

إنّ صناعة أماكن للتدريب وجلب المدربين من الخارج ليست سرا أو معضلة شديدة التعقيد... إنها أسهل مما نتصور. متى سنستيقظ من النوم اللذيذ، ونساعد شعوبنا كي تتحرك إلى السلالم التصاعدية من الحضارة؟ متى سنطوّر الصناعة، لقد قام بتطويرها آخرون ونحن أيضا قادرون.

إن شعوبنا تمتلك كل الذكاء والطاقة اللازمة للصعود... وعلى مَنْ يمسكون القرارات والمراكز أن يدأبوا للأخذ بأيدينا إلى حضارة القرن، ولن يغفر شعبنا للمتهاونين في حقه وإرجاعه إلى القاع بعد نفاذ النفط!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً