العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ

إعادة نظر في طائرة النصر

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكدت بطولة الأندية الخليجية السابعة والعشرون للكرة الطائرة التي اختتمت حديثا في البحرين أنها أقوى البطولات على الإطلاق، وأنها بمثابة حرب للطائرات والقذائف التي ألهبت جميع المتابعين لها.

بطولة مجنونة بنتائجها، ومفاجآتها الكثيرة التي خلطت أوراق المنافسة على لقب البطولة وجعلت هذا الأمر في علم الغيب حتى الجولة الأخيرة من عمر البطولة، وكانت نهايتها بعد ذلك دراماتيكية بكل ما للكلمة من معنى بعد أن اختلط الحابل بالنابل في الجولة الختامية.

وفي هذه السطور سنتوقف عند فريق النصر البحريني الذي يبدو أنه دفع ثمن استهتاره بالفرق المنافسة، وضمان فوزه باللقب قبل بدء البطولة، ووجد نفسه في مأزق كبير ومحرج أمام جماهيره، ودخل في دوامة الضغط النفسي في وقت مبكر من البطولة، واستمر فيها حتى الجولة الأخيرة التي تاه فيها الفريق ولقي خسارة مذلة على يد القادسية الكويتي، وهذه الخسارة لم يتعرض لها أي ناد أو منتخب بحريني سابقا، والأكثر من ذلك أنهم تحدوا الجميع وأكدوا لجماهيرهم أنهم قادرون على الفوز بلقب البطولة من دون الاستعانة بأي لاعب محترف، في الوقت الذي تسابقت فيه الفرق الأخرى إلى تعزيز صفوفها بأفضل اللاعبين الذين كان لهم دور كبير في بروز فرقهم.

الجماهير النصراوية والبحرينية لم تقصر في مساندة فريق النصر ولم تبخل عليه بالحضور والتشجيع، لكنها اصطدمت بغياب فريقها عن الواقعية وعدم تعامله مع البطولة بشكل واقعي وقراءة جيدة للفرق المنافسة واستعداداتها والتسلح جيدا قبل بدء هذه المعركة الشرسة، فكرة الطائرة من الألعاب التي يمكن فيها الاعتماد على لاعب واحد أو لاعبين لإحراز لقب أية بطولة، حالها كحال كرة اليد والسلة، ومع علم النصراوية ببعض النواقص في صفوف الفريق فإنهم أصروا على خوض البطولة من دون محترف ثان يكون إلى جانب فاضل عباس الذي أدى دورا كبيرا خلال البطولة وكان إضافة قوية في الفريق مع زميله في المركز نفسه حسن ضاحي، وكان مركز 3 هو الأبرز في الفريق لوجود لاعبين بالمستوى نفسه تقريبا.

وقد يقول البعض أن المشكلة ليست في عدم وجود محترف، لكن من خلال متابعتي للبطولة أجد أن الفريق كان بحاجة لستة محترفين وفي جميع المراكز، لأن لاعبي فريق النصر كانوا جميعا خارج الخدمة، وبدا المدرب رضا علي عاجزا عن تبديل أي لاعب لعدم وجود البديل المناسب للاستعانة به في مثل هذه المباريات القوية بسبب قلة خبرة الاحتياطيين.

كما أن معظم الفرق استفادت كثيرا من وجود المحترف، فمثلا النصر الإماراتي نجد أن عبدالله جاسم وهشام قمادي هما قوة الفرق، وفي القادسية نجد إبراهيم سعيد ونور الدين حفيظ، حتى صحار العماني شاهدنا انه ظهر بمستوى لافت والسبب المحترفون أيضا.

عموما البطولة انتهت وعلى مسئولي النصر التعلم من هذه الأخطاء مستقبلا؛ لأن الفرق الخليجية لن تقف عند هذا الحد بل ستتسابق فيما بينها لجلب أفضل المحترفين وقد نجد أنفسنا خارج اللعبة، ونفقد زمام السيطرة على كرة الطائرة الخليجية.

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً