العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ

من ينصف الأمة؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

كلما بذلت جهات مخلصة جهودا حثيثة للسلام في الشرق الأوسط واستبشر بها المجتمع الدولي انبرت الدولة العبرية إلى إفشال تلك الجهود متذرعة بحجج واهية. كان آخر تلك المساعي الحميدة التحركات التركية التي قادها الأسبوع الجاري رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لتقريب وجهات النظر بين سورية و «إسرائيل» من خلال قبول الأخيرة بالانسحاب من الجولان مقابل إقامة علاقات طبيعية.

جاء الرد على ذلك من قبل المتطرفين اليهود على لسان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بأن الانسحاب من الجولان مستحيل لأنه يعطي المجال لوجود إيراني ما يهدد أمن بلاده. إنه العذر الأقبح من الذنب حينما تبني دولة أمنها من خلال احتلال أراض الغير وتعويلها على استمرار الاحتلال. لقد مر على قيام «إسرائيل» ستين عاما ولم تنعم يوما ما بالأمن. لم يكتفِ الصهاينة بتقويض المبادرة التركية بل تمادوا أكثر من خلال سعيهم لإفشال الجهود المصرية التي طالما زعموا أنهم يثقون بها. فالضغط الكبير الذي مارسته القاهرة على حركة حماس أسفر عن جنوح الحركة الإسلامية للسلم من دون شروط تعجيزية اللهم إلا فكّ الحصار الظالم وفتح المعابر.

إذا اتضح للجميع أن «إسرائيل» لا تريد سلاما ومع ذلك يتشدق الرئيس الأميركي جورج بوش حتى يوم أمس بأن «حماس» هي أمّ المشكلات في المنطقة. وفي الواقع غياب وسيط للسلام نزيه هو سبب الكوارث... فمن ينصف الأمة؟ بالطبع ليس بوش ولا خليفته!

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً