العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

ثقافة «النواعم»

أنهين برنامجهن بنصيحة وجهنها إلى فتاة مسكينة، لجأت إليهن قصد الخروج من مشكلة خاصة، ولم تبخل عليها «النواعم» بهذه النصيحة، ومن أهم ما قلنه، وهي الفتاة التي أحبت شخصا من غير مذهبها، إن المجتمعات العربية لا تقبل هذه الفوارق في المذاهب، بمعنى أنه ممنوع أن تتم عمليات زواج بين أشخاص من طوائف ومذاهب مختلفة.

وعلى أنني انتظرت أن تقدم «نواعم» الـmbc الأربع رأيا واعيا، مثقفا، متوازنا لموضوع الاختلاف في المذاهب وما يفتعله من مشكلات تأججت خلال السنوات الأخيرة، نتيجة عوامل سياسية ساهمت في إبرازها إلى السطح وتدعيمها بطريقة أثرت على العلاقات بين الأسر العربية، وخصوصا في المجتمعات ذات التركيبات المذهبية البانورامية، لكن النواعم اكتفين بالإشارة إلى رفض كل طائفة في المجتمعات العربية للطوائف المخالفة لها.

لم يكن كافيا أن تمر النواعم على هكذا موضوع مرور الكرام، فالمذهبية أضحت اليوم عنصرا يقسم مجتمعاتنا العربية ويحطم الروابط الاجتماعية بينها، وعلى أساسها صارت تتم عمليات تقييم الأشخاص، وهي دلالة خطيرة ما لم نتنبه إليها ونخوض فيها بالرأي والتحليل والنصيحة.

النواعم اخترن الطريق الأكثر سطحية، وهو الإقرار بالواقع من دون محاولة نقده، قد تكون القضية مربكة جدا في التعامل معها، على أنها كانت فرصة ذهبية للخوض في هذه المسألة، وخصوصا أن البرنامج يتوجه إلى شريحة جد مهمة، وهي بالضرورة شريحة مؤثرة في القرارات العائلية...

السؤال هنا: أين الرسالة الإعلامية التي يفترض أن تؤدينها؟ ففي الوقت الذي يطرحن فيه موضوعا جوهريا، يكتفين بمجرد تعليقات واهية، قد نذهب إلى حد التأكيد أنها تعليقات متطرفة، إذ ماذا يعني التصريح بأن المجتمعات العربية ترفض الفوارق بين المذاهب؟ وهل تخلو مجتمعاتنا من زيجات ناجحة بين مذاهب مختلفة؟ الرسالة الإعلامية تنبني على ثلاثية الترفيه والتثقيف والتعليم، ولن أناقش مدى توافر هذا المثلث في البرنامج، ولكني أعتبر أن مثل هذه الملاحظة التي ساقتها النواعم في برنامجهن - وإن كن يعتبرنها نصيحة تثقيفية - الطامة الكبرى.

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً