العدد 2078 - الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ

يا أصحاب السعادة... تركتم المليارات وتثورون لدم البعوضة؟

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

ليتكم تثأرون “لمليارات ألبا” كما رفعتم عقيرتكم على كوبونات الألف دينار...

ليتكم تقدمون للمحاكم من سرقوا ولا يزالون من قوت هذا الشعب...

ليتكم حركتم ساكنا على ما يعانيه البحريني البسيط الذي يعيش في مرتبة أدنى من أكواخ إفريقيا الوسطى...

ليت ضمائركم الحرة استصرختكم لتبثوا هموم هذا الشعب وقضاياه...

ليتكم رفعتم الشارة الحمراء لمن يسرق الأراضي والقفار وحتى البحار... ليتكم وقفتم تصرخون في وجه هوامير الأرض والبحر...

ليتكم تكونون رجالا حين نحتاج إلى الرجال...

ليتكم تكونون أبطالاَ حيث البطولة واجبة...

ليتكم تفتحون ملفات الفساد في كل مكان...

ليتكم تكونون على قدر المسئولية حين يستنهضكم الواجب الوطني... ليتكم تتركون كراسيكم ووجاهتكم لتنزلوا لبسطاء الناس... ليتكم تقفون شاهرين سيوفكم في وجه سرطان التمييز...

ليتكم تقفون في المقدمة... ولكن في مكانها وميعادها...

ليتكم تنازعون الباطل بقدر نزاعكم للحق...

ليتكم تقفون على الجبهات التي ينتظركم الشعب فيها... وأنى لكم بالوقوف.... ليس دفاعا عن هذا الوزير أو ذاك... فهو إن لم يرحل اليوم سيرحل غدا... ليتكم فتحتم الفساد الذي يذكي الأنوف...

ليتكم حرقتم المجلس من أجل استرداد الأراضي التي نهبت في كل مكان... ليتكم ترجعون إلى رشدكم... وتعروا المفسدين الكبار... وها هي تقارير ديوان الرقابة المالية بين ظهرانيكم....

ليتكم تملكون حسا عاليا حين يهان البحريني...

ليتكم كنتم أبطالا لمقارعة التجنيس المدمر الذي ينخر ثورات هذا الوطن... ليتكم ساندتم الحملة ضد الفساد...

ليتكم تكفون عن تقطيع الأيادي الصغيرة فحسب...

ليتكم سحبتم البساط ممن كبرت كرشانه من مال الفقراء والمحرومين... ليتكم تتخلصون من عمى الألوان الذي أصابكم...

ليتكم لا تجاهرون الفحش من القول...

ليتكم صمتم لكان خيرا لكم... ولكن... لقد أظلّكم السامري!

اضربوا لكم طريقا في البحر يبسا ولا تخافوا دركا!

ويروي التاريخ قصة سائل توجه لابن عباس (رض) فقال له: أريد أن أسألك عن سؤال، فقال له: سل عمّا تريد، فقال: يا عبد الله ما تقول في دم البعوضة، هل ينقض الوضوء أم لا؟ وهل هو طاهر أم نجس؟ فقال له: ثكلتك أُمك... ويحك... قتلت حسينا وتسأل عن دم البعوضة؟!

والآن أنتم أيضا يا (أصحاب السعادة)... تركتم سرقة المليارات وذهبتم تسألون عن دم البعوضة!

بطولتكم لاحقت “كومار” فقط... لكنها لا تصل إلى الخط الأحمر ولا حتى الأصفر... ولمن يود الاستزادة فيكم من العلم، فإن البعوضة لا تستطيع أن تلسع من ذاتها، لأنها لا تستطيع فتح فكيها. ولكنها تغرز في جلد فريستها ستة أجزاء تشبه الإبر ومكانها في وسط الخرطوم... وفي قلب الفطين تكملة الرواية!

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2078 - الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً