العدد 2098 - الثلثاء 03 يونيو 2008م الموافق 28 جمادى الأولى 1429هـ

استغلال وفضيحة الجماهير

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

«لماذا يا ترى تقوم الاتحادات باستقطاب الشركات الراعية لمسابقاتها؟» سؤال تراود لي وللكثير ممن تحدثوا معنا بشأن زيادة أسعار تذاكر المباريات النهائية الجماهيرية في المسابقات المختلفة.

اعتقد والجميع كذلك بأنه عندما يتحصل أي اتحاد في العالم على رعاية لمسابقاته، فإن ذلك يعني نجاحا للمسابقة ونجاحا للمسئولين في الاتحاد وطريقا في تطور المسابقة إلى الأفضل من جميع جوانبها، لكن وعلى العكس من ذلك، فنحن في البحرين عندما نعلم بأن اتحاد ما قد تحصل على رعاية من شركة معينة، فإننا نتوقع الأسوأ للمسابقة، إذ ما عرفنا بأن جميع الشركات الراعية لمسابقاتنا لا تأتي فقط للرعاية وإنجاح المسابقة والربح معا، وإنما تهدف من وراء هذه الرعاية الحصول على فائدة من خلال زيادة أرباحها أوّلا ومن ثم الرعاية والتطوير، لكن ليس بالطريقة المتعارف عليها عالميا من خلال العمل على جذب الشركات الأخرى، وإنما من خلال الجماهير، لكن كيف؟

الغريب في الموضوع برمته هو أننا نعاني من ارتفاع في أسعار تذاكر دخول الجماهير ونحن نعيش أصلا وسط معاناة معيشية يعرفها الجميع، فتلك المباراة النهائية لكأس ولي العهد للكرة الطائرة أصبحت مشاهدتها بمبلغ دينار، قبل أن يتراجع المنظمون عن ذلك ويعيدوا الدخول بالمبلغ السابق، كما أن اتحاد اليد فكر بتلك الخطة قبل أن يلاحظ احتجاج الروابط التشجيعية واعتراضها على ذلك، ولا ننسى نهائيي دوري القدم ومسابقات السلة التي وضع فيها المبلغ ذاته، أليس من الغريب أن تكون أسعار الدخول إلى المباريات بوجود الشركات الراعية أكبر مما لو كانت المسابقة من دون رعاة، أليس من المستغرب أنْ نعمل على إقصاء الجماهير بطرق غريبة!

غرائب دورياتنا تتواصل حتى ما قبل النهاية بقليل، فإذا بنا نسعى لجذب الجماهير لمشاهدة المباريات من على المدرجات، فإذا بنا نقوم بطردها وإبعادها بطرق مختلفة، وبالتالي ترك الصالة من دون جماهير، لماذا لا تفكّر الاتحادات بطرق أخرى لجذب الجماهير بدل إبعادها، هل يسعون لأنْ تكون المباريات النهائية من دون جماهير إلا ما ندر، لماذا تتحمل الجماهير خطأ المسئولين عن تصميم هذه الصالات عندما يؤكّدون أنّ هذا المبلغ جاء؛ لتخفيف الضغط على الصالات التي لا تستوعب إلا 1200 فرد، ألم يكن يعرف المسئولون أنّ الجماهير البحرينية عاشقة وذواقة إلى حد النخاع وتتمنى التشجيع بحرارة، لتبني لنا صالات صغيرة ومن دون مواقف كافية وتحت شوارع صعبة.

نحن نلاحظ من خلال الشهور الماضية أنّ الاتحادات الوطنية هي السبب الرئيسي فيما وصلنا إليه من عزوف جماهيري، إذ إن ّالجماهير لا تتحمل أعباء معيشية أكثر مما تتحمل، وكأنّ ارتفاع أسعار تذاكر المباريات يأتي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ أصبح كلّ شيء في هذا البلد غاليا ويحتاج المواطن إلى راتبه الذي لا يكفيه معيشة شهر كامل أن يستقرض أو يبحث عن راعٍ لدخوله المباريات، فالجميع يعرف أنه إذا كانت هناك شركات راعية لأية مسابقة، فإنّ الجماهير هي المستفيد الأوّل في هذا الأمر، من رغبة هذه الشركات جذب الجماهير من أجل هدفها تقوية ودعم الدوري، لكننا نرى أنّ رعاية هذه الشركات جاء بالعكس، وربما جاءت الزيادة في أسعار التذاكر مع صرف مبلغ 40 مليون دينار لتخفيف أعباء المعيشة.

مبارك للفائز

نبارك لاتحاد كرة اليد انتهاء موسم المسابقات الشاق بمباراة جميلة وقوية كانت مسك ختام، ونقدم التحية أيضا للفريقين اللذين أمتعا الجميع ممن حضر المباراة، ولا ننسى الجماهير التي كانت ملح المتعة في هذا اللقاء، وفي الأخير نشد على أيدي حكمي اللقاء الوطنيين معمّر الوطني وسمير مرهون، وقيادتهما الجيدة لمباراة من العيار الثقيل وتحت ضغط الجميع.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2098 - الثلثاء 03 يونيو 2008م الموافق 28 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً