العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ

دور الأشجار في خفض آثار الاحتباس الحراري

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

تعتبر الأشجار من أهم المخلوقات التي تعمل طوال 24 ساعة في اليوم بلا كلل ولا ملل من أجل تحسين كل من البيئة ونوعية الحياة للجنس البشري. في مملكة البحرين يمكن مشاهدة هذه البقع الخضراء البديعة بصورة عامة في الحدائق الخاصة لبعض المساكن أو المنتزهات العامة وعلى الأحزمة الخضراء الموازية للشوارع وفي بعض المنشآت الصناعية المسئولة التي تقوم بعمليات تشجير لتحسين المنظر الطبيعي وتنفيس لعمالها.

للأشجار فوائد عدة، فهي مثلا تجعل الحياة أكثر صفاء وهدوءا، وتعتبر جزءا متمما لفن العمارة وبناء المدن العصرية؛ لأنها تلطف منظر المباني العالية، كما يمكن للمشاة أن يحتموا بظلالها من حرارة الشمس اللاهبة، وهي تساعد على عدم إثارة الغبار والأتربة. ويمكن للقارئ أن يدرك أن أحد أسباب استمرار موجة الغبار في البحرين خلال الأسبوع الماضي هو القضاء الفعلي على الكثير من الأراضي الزراعية، وتحويلها إلى سكنية أو مساحات خالية. هذا المقال يناقش دور الأشجار في خفض آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

النظرية المقبولة من قبل الأكاديميين لظاهرة الاحتباس الحراري وبصورة مبسطة تفترض أن زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الهواء الجوي تؤدي إلى زيادة درجة حرارة الكرة الأرضية، وبالتالي تؤثر على المناخ العالمي. وللقيام بخفض زيادة تركيز الغازات الدفيئة لابد من القيام إما بخفض كمياتها من المصادر كمحطات الكهرباء والمصانع ووسائل المواصلات، أو القيام بامتصاص هذه الغازات من الهواء. وهذه المهمة الأخيرة تقوم بها الأشجار، وبالتالي تعتبر إحدى مصادر تخزين أهم الغازات الدفيئة المسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري ألا وهو غاز ثاني أكسيد الكربون. في الحقيقة، تعتبر الأشجار الخط الدفاعي الأول في هذه المعركة!

من خلال ظاهرة التركيب الضوئي تقوم الأشجار بعملية كيميائية - بيولوجية لتحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى أكسجين وكربوهيدرات بالاستفادة من الطاقة الشمسية، وبالتالي تقوم بتخزين الكربون في جذع الشجر. وحسب بحث علمي بواسطة جامعة فلوريدا الأميركية يبلغ متوسط كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم امتصاصها بواسطة الشجر حوالي 12.5 كيلوغراما كل عام، وبالتالي تبلغ كمية الكربون التي سيتم إزالتها من الهواء الجوي حوالي 1.1 طن على مدى 88 سنة من عمر الشجرة. وبحسب تقرير التنمية البشرية من قبل الأمم المتحدة لهذا العام فقد وصل نصيب الفرد في البحرين من كميات ثاني أكسيد الكربون (23.6 طنا)، وبالتالي لمعادلة هذه الكمية المنبعثة على كل فرد في البحرين زراعة 22 شجرة كل عام.

المنظمة الدولية ومن خلال برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) نظمت حملة عالمية أطلقت عليها «اغرس لأجل الكوكب: حملة المليار شجرة». والهدف من الحملة التي بدأت نهاية العام 2006 في نيروبي هو غرس مليار شجرة كل عام. وبحسب الصفحة الإلكترونية للمشروع فقد فاق عدد الأشجار المغروسة حتى الآن 2.2 مليار شجرة. وهناك العديد من المثقفين الداعين إلى زراعة الأشجار، وأحدهم الكاتب الكوميدي الأميركي ويتني براون الذي نستشهد بقوله «ازرع الأشجار، فهي تزودنا بعنصرين رئيسيين هما: الأكسجين والكتب».

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:07 ص

      اثار الاحتباس الحراري على البحرين

      ما هي اثار الاحتباس الحراري على مملكة البحرين

    • زائر 1 | 8:13 ص

      سؤال

      ما هي آثار الاحتباس الحراري على مملكة البحرين؟
      بسرعة آبي الرد لبحثي

اقرأ ايضاً