من العيب جدا أن نرى ويرى الجميع خارج البحرين الحرب الدائرة بين الاتحاد البحريني لكرة القدم وهيئة الإذاعة والتلفزيون بعد غياب الأخير عن نقل مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم، حتى أمسينا نجد في كل يوم ردا من أحد الأطراف يُدافع عن نفسه ويتهم الآخر، وكأننا في اتحاد يلعب لدولة أخرى والتلفزيون لدولة أخرى.

ماذا سنقول عندما قامت مثلا قناة الدوري والكأس القطرية عبر برنامجها اليومي «جرايد» أمس بتسليط الضوء على هذا الموضوع، ماذا سيقول المشاهد في الدول الأخرى، بالتأكيد سيعلو الضحك الأفواه.

المسألة يا جماعة لا تحتاج منّا كل هذه البيانات التي أمست تحتل السطور العليا من كلّ الصحف وبمساحات كبيرة، وإنما بحاجة إلى تحمل كل طرف مسئولياته، وإذا جئنا بالتالي لمناقشة هذه المسألة، فإننا سنرى أنّ مسئولية قناة البحرين هي الأكبر، وتتحمل ما نسبته 95 في المئة من مسئولية عدم نقل مباريات المنتخب إلى المشاهدين التواقين لمتابعة منتخبهم على طوال مشواره، وهنا لا نلغي مسئولية الاتحاد التي تأتي بنسبة 5 في المئة ربما، حتى وإن كان الاتحاد يسعى نحو الظفر بموارد مالية يغطي بها أيّ عجز في مشاركات المنتخب، وهذا من حقه، إذا ما عرفنا أنّ الموازنات الضعيفة التي تضعها المؤسسة العامّة لمشاركات المنتخبات الوطنية في كلّ الألعاب تجعل كلّ اتحاد وطني يقوم بما يعيه على تنفيذ خططه.

إذا المسئولية على قناتنا التي لا تستطيع نقل المباريات التي تكلف الوزارة مبالغ طائلة، ربما تصرف في موارد غير صحيحة، وهي تريد كلّ شيء بالمجان ومن دون دفع حتى 100 ألف دولار قيمة نقل المباريات التي تلعب على البحرين، وقد غاب عنها أننا أمسينا في زمن لا يسير فيه أمر إلا بصرف الأموال، وبالتالي يجب على القناة الرياضية «الضعيفة أساسا» تحمل مسئولياتها أولا ومن ثم تحميل الآخرين مسئولياتهم، وهذا ليس دفاعا عن الاتحاد، ذلك أنّ القناة عوّدتنا على عدم النقل أساسا حتى في مباريات المسابقات المحلية.