العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ

معاناة أسرة بحرينية!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

المعاناة الإنسانية التي يغالبها الناس في البحرين من التوزيعات الإسكانية الجائرة أفرزت ضحايا كثيرين، وواحدة منهم تلك الأسرة التي بين يدي رسالتها، فمعاناة هذه الأسرة البحرينية أب وجد وجد جد تقطر دما، وتنتهك براءة طفولة، وتدمي قلوب الذين لايزالون يحملون تلك المضغة بين حنايا الضلوع.

أسرة مكونة من سبعة أشخاص، الزوج وزوجه وخادمة تنام مع الأطفال الخمسة! يقطنون شقة في الدور الثالث من شقق إسكان الحد مذ خمس سنوات، ومشكلتهم تتلخص في أنه كان لديهم طلب قرض شراء في سنة 1998 وبسبب قلة المبلغ الذي كان يعطى للمقترض آنذاك (16 ألف دينار)، وقبل حصول الأسرة على القرض قاموا بتحويل الطلب إلى بيت في سنة 2001 ما ترتب عليه عدم احتساب مدة الانتظار.

المعاناة التي يعانيها المواطن البحريني ليست في المبلغ التافه للقروض الإسكانية التي تقدمها وزارة الإسكان وبنكها المفلس المنهوب، تلك القروض التي يزيدها المواطن من البنوك بأكثر من ضعفها مرتين، ويقيد نفسه بأغلال الديون طيلة حياته، فينبت الشيب في مفرقه، وتتنافس الأمراض والأسقام ناهشة جسده وعقله، بل إن المشكلة التي تعانيها الأسرة البحرينية التي أكتب عنها اليوم هي معاناة استثنائية، إذ الزوجة لديها مرض احتكاك الركب وهبوط في القلب، وهي تعاني أشد المعاناة في صعودها إلى الدور الثالث يوميا مع صغارها، هؤلاء الصغار الذين لا تقل معاناتهم عن معاناة والدتهم إذ يحملون من كيلوات وأرطال الكتب في حقائبهم ما يرهقهم يوميا، صعودا ونزولا حين ذهابهم وعودتهم من المدرسة.

وصل الحال بهذه الأسرة لأن تطلب المعونة من الجيران حين صعود الزوجة إلى الطابق الثالث! بل وصلت الحال بالزوجة إلى الحبو على الركب حتى تصل شقتها في الدور الثالث! يا لها من شاقة تلك الحياة التي تعيشها هذه الأسرة! وحالة الزوجة موصوفة بالتقارير التي تحملها بين يديها أينما حلت لعلها تجد العون ممن يمتلك شيئا من الرحمة.

رفعت هذه الأسرة تقريرا صحيا يتضمن وصفا شاملا لحال الأسرة وعذاباتها إلى المسئولين بوزارة الإسكان، ووجه إليها المسئولون هناك أن ترفع الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة - حفظه الله ورعاه، ورفعت رسالتها إلى ديوان رئيس الوزراء، ليست رسالة واحدة بل خمس رسائل مكتوبة بلغة عربية، ولغاية اليوم لم يأتها أي جواب أو اتصال من أية جهة!

لا أعتقد أن سمو رئيس الوزراء - حفظه الله ورعاه - على علم بحال هذه الرسائل والمعاناة التي تعانيها هذه الأسرة، إذ هو سباق للخيرات دائما، وبحسب رغبة الأسرة أضع معاناتها بين اليد الكريمة لسموه الذي حتما سيضع حدا لحالتها الطارئة وظرفها الإنساني البالغ الحساسية.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً