العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ

فراغ الصيف المتجدد

من أيام صبانا التي خسرناها عمليا من دون أن نستفيد أو يستفيد المجتمع منا نحن كطاقات شبابية فتية، والتي قضينا أغلبها في النوم والدوارة في الفرجان والأسواق مُطبقين المثل القائل: «أكل ومرعى وقلة صنعة» غير تلك الجهود الذاتية جدا في التعلم هنا وصقل الهوايات هناك.

ولم نكن نحن الشواذ بل كان هو السائد في تلك الفترة، فليس بغريب ألبته أن ترانا متسكعين إلى أنصاف الليالي على الأرصفة وعلى أطراف الشوارع مُعرضين إلى أخطر أنواع الانحرافات لنبدأها بالتدخين ولا تنتهي عند المخدرات و(...)!

على طول السنوات الفائتة ويا كثرها فقد التفت المسئولون بشتى أحجامهم وتخصصاتهم إلى أن يكون هناك برنامج صيفي يلم شمل البلاد والعباد في الصيف، بعيدا عن صخب السياحة ولعبة استقطاب السياح المختلفة ألوانهم، وقد أجمعوا هم قبل غيرهم على الفشل... بل الفشل الذريع وما لعدم التكرار إلا خير دليل!

يشهد القاصي والداني أن الصيف هو موسم كل سيئ في حياة شبابنا وشاباتنا أيضا، في الصيف تزداد المخالفات ما ظهر منها في الشوارع والحواري وما بطن منها في غرف الشقق المفروشة، زيارات خاطفة إلى البارات المُسماة رسميا مطاعم لترى عينك ما يفطر القلب، وزيارة أخرى في ذات مساء على أطراف أي فريج فستراهم على هيئة مجموعات وكأنهم قنابل موقوتة ينتظرون أي مشكلة ليكونوا طرفا قويا فيها، زيارة لأي مركز شرطة سترى بأم عينك مصائب الشباب، وزيارة أخرى إلى مركز رعاية الأحداث فسترى هناك العجب العجاب.

الأنشطة الصيفية لم تحل المشكلة، فهي تجارية بالدرجة الأولى ودخول أبنائنا يزيدهم تخديرا، والبحريني مسكين حاله مو غريب عليكم!

فلا أعتقد بأن الدراسات والإحصاءات الموجودة في إدراج الحكومة قد استفادوا منها في تصميم صيف يتناسب مع الكل ويشغل الكل ويُفعل طاقات الكل... وإلا لما رأينا شبابا يضيع وعلى مر السنين كما يضيع شبابنا في البحرين!

العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً