العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ

السم الهاري... الفاست فود!

آآآه من الصيف وما أدراكم ما الصيف يا جماعة الخير، الصيف موسم لكل شيء نطيحة منها ومتردية، لاسيما وهي الوسيلة المُثلى والسريعة التي لا تحتاج إلى عناء ألبتة لتنفيخ أبنائنا... شيء من كثرة النوم والربادة، وشيء من هالاكل إللي نعبيه في بطونهم، بعلم ومن غير علم.

زيارة واحدة إلى أي محل «فاست فوود» لترون بأم أعينكم المصيبة التي نعيش بداية فصولها في مشروع زيادة نسبة السمنة بين أطفالنا في البحرين، لترى كيف يتم تجهيز طعام أبنائنا في تلك الكونتينرات من الدهون المختلفة أنواعه وألوانه، وأحجام علب المشروبات الغازية المُعدة للديناصورات لربما من فرط حجمها لنساهم معهم في هذه الجريمة الشنعاء.

مساكين المختصين والدكاترة ينادون بأعلى أصواتهم ولكن لا من مجيب ولا من ملتفت لكارثة تضاهي التسونامي ليسمع ما ينادون به.

أصبحت أفضل مُكافأة لأبنائنا يمكنك أن تعطيهم إياها هي الذهاب إلى أي مطعم (سم الهاري) الفاست فوود، تارة بسبب الألعاب (البايخة) التي يوزعونها التي ما تسوى فلس، وتارة بسبب قاعة الألعاب المكيفة المتضمنة المطعم التي تنتهج شعار عبدالحسين عبدالرضا يوم فكّر يفتح محل باجة ووراه خباز وفندق «وكأنه مُب لنا»!

لا أعلم يا أخوان، هل نحتاج إلى حملة قوية تضاهي الحملات المرورية في كل حدب وصوب لتوعية أبنائنا، وتنبهنا إلى مغبة التنازل لرغباتهم بشأن مطاعم الفاست فوود، وأن ننتهج أساليب أكثر علمية في التعامل معهم ومعنا نحن أيضا!

يعني ويش فيه البيض والطماطه إللي كانت تسويه لنا أمهاتنا، وويش فيه البيض واللوبة، وويش المشكلة في النخي والباجلة مع الخبز الدبل على سمسم، وما هي المشكلة يعني مع الألبان والبخصم مع شاي الحليب، وغيرها من الوجبات التي لا يعلم أبناؤنا عنها وتم استبدالها بضغطة زر على أقرب كافتيريا لا نعلم دهن مقلته من متى ولا نعلم متى آخر مرة تسّبح هذا إللي يطبخه أو متى آخر مرة تعّب روحه وبدّل ملابسه أو كيف وأين يخزن هالاكل إللي بيعطينه إياه! وما أقول إلا الله يستر!

العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً