العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ

مسئول كبير في كرزكان... لماذا لا؟

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

سألني صديق ذات مرة: ماذا لو زار أحد كبار المسئولين في المملكة قرية كرزكان؟

قلت له: ولماذا؟

قال: ليجتمع مع رجالاتها وشبابها وأهاليها في لقاءات مفتوحة، يتصارح فيها معهم بكل شفافية، وينظر شتى احتياجاتهم الخدمية والحقوقية وغيرها من مطالب بنفسه، ثم يوجه المسئولين لتحقيقها أولا بأول، ويبدأ بعدها حلقة تواصل مستمرة مع قرية كرزكان والقرى المجاورة لها كما يحدث الآن في بعض المناطق، ألا ترى أن ذلك سيعزز الثقة وينهي مظاهر حرق الإطارات والكتابة على الجدران وانفلات الشارع؟

فأجبته: وهل ترى أن منطقة متأججة ككرزكان أو غيرها قابلة للقيام بمثل هذه الخطوة تجاهها؟

فرد: ولم لا؟ فإن «الكلمة الطيبة صدقة»، والفعل الصادق أطيب. وخطوة تصالحية جريئة من هذا النوع باستطاعتها أن تحل الكثير من الأزمات، والتجربة خير برهان.

فرمقته بابتسامة توافقه الرأي في جزئية كبيرة مما قاله، وأردفت: ياليت أحدهم يفعلها ويخفف على البحرين الحبيبة هذا التوتر المطبق.

انتهى الحوار، وودعت صديقي. ومنذ ذلك الحين أخذت أفكر في أحوال القرى شبه المهجورة رسميا، ومن ضمنها كرزكان والمالكية والسنابس والديه والدراز وغيرها... وقلت في قرارة نفسي، لماذا لا نسأل أنفسنا: لم هذه المناطق بالذات هي الأكثر توترا والأكثر عرضة للمناوشات الأمنية؟ وما الذي يدفع شباب هذه المناطق خصوصا للخروج إلى الشارع؟ وهل هذه التحركات مدفوعة الثمن كما يدعي البعض أم أنها وليدة إحباط وانعدام ثقة لأن المسئولين لَمْ يجربوا مع هذه المناطق خيارات أخرى أكثر فاعلية؟ إنها أسئلة وجيهة وواقعية طرحت وتطرح دائما بينما نتحاشى التوغل في الإجابة عنها.

عندما يصل خطاب القيادة السياسية في البحرين إلى درجة عالية من الثقة بأنها فعلت ما باستطاعتها من أجل حل أكثر المشكلات الشعبية العالقة ورفع الغبن عن أبناء البحرين، فيما تستمر حالات الاحتجاج الشعبي على المستويين السلمي و «المنفلت»، فهذا دليل على أن هناك حلقة ضائعة تستبطن المشكلة الأم، ينبغي التوقف قليلا للبحث عنها أولا.

من حق القيادة أن تتأثر وتغضب وتصاب بالدهشة من استمرار التوتر الشعبي في بعض المناطق إذا كانت متيقنة من أن توجيهاتها انصبت دائما على بسط اليد وفتح كل الأبواب أمام المواطنين، كما أن من حق المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني أيضا أن يعربوا عن شعورهم (سلميا) حيال ما يرونه من تنفيذ (مزدوج) لتوصيات القيادة السياسية، ولكن ضياع حبل الثقة هذا يستلزم منا عدم التغافل عن مواطن الخلل الحقيقي.

ما تتفق عليه القيادة السياسية (عبر عدة إيحاءات) والكثير من المواطنين (مجاهرة) هو أن هناك شللية مستفحلة في الكثير من المؤسسات الرسمية تعمل بعين (عوراء) وتؤخر تنفيذ الوصايا والتوجيهات الرسمية تحسبا لمصالح فئوية خاصة، ولعلنا نجد هنا مربط الفرس. فمن المؤسف أن يصل بنا الحال إلى أن يضطر عاهل البلاد بنفسه للتدخل في كثير من الأمور وحل المشكلات مباشرة وكأن لا وزراء ولا مسئولين في هذه المملكة.

إذا... استعادة الثقة وتهدئة الأوضاع لا تحتاج إلى بيانات وما شاكلها، ولكن تحتاج خطوات جريئة كالتي اقترحها صاحبي ذات مرة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً