العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ

دور الأغنياء في الدول النفطية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد نتهم حكومتنا بالتقصير في أداء الخدمات! وقد تنقلب الوزارات أو بعض الخدمات إلى شركات... في طريق الدولة للخصخصة وللإقلال من الضغوط التي تقع على كاهلها...

ولكن هذا لا يعفي المؤسسات الخاصة والاغنياء من المساهمة في المشاركة للمساعدات الخيرية وان يكون ذلك بكثرة تصاعدية ومع ارتفاع أسعار النفط وزيادة الأرباح سواء في الفنادق المساهمة أو المصارف أو الشركات ذات الأرباح الخيالية! كما يحدث في البلاد الأخرى. ففي أميركا توجد ثماني جامعات تنفق عليها مؤسسات تجارية وأحد التجار أنشأ سبعين معهدا لعمل بحوث لعلاج السرطان وتم ابتكار الكثير من الأدوية التي نتناولها في تلك المعاهد الخيرية!

ورجل الأعمال شيلنج الألماني قام بإنشاء ثلاثة آلاف مؤسسة لتعليم العمال وبفضل ذلك قام بمحو أمية الألمان تماما منذ القرن الماضي وهو الذي تخرج من مدارسه مخترع الهاتف جراهام بيل ومؤسس صحيفة «صنداي تايمز»... وكان بائعا للحليب قبل التحاقه بالمدرسة المجانية... وآخر أسس الـ «هيرالد تريبيون».

كما ساهم الكثير من الأغنياء في تأسيس المكتبات الثقافية العامة في هامبورج وميلانو وباريس... وأماكن كثيرة في العالم... ومساعدة الفنانين الناشئين سواء رسامين أو نحاتين أو عازفي الموسيقى! كان التجار ومازالوا يشجعون هؤلاء بتبنيهم ومد يد العون لهم لإكمال تعليمهم ومن ثم شراء أعمالهم واعتبارها جزءا من العمل الخيري التطوعي لمساعدة الانسان والتقدم والمدنية... والارتفاع والارتقاء بمستوى البشر عموما.

وقامت الأرجنتين بتسلم «حديقة سبيلوس» من تاجر سويدي للمساهمة للدول الأقل حظا في المال! من الدول الغنية! إلى جائزة نوبل للسلام التي قام السيد نوبل مخترع الديناميت بتقديمها لكل عمل ابداعي والتبرع بثروته لمقاومة الشر الذي ساهم هو بصنعه دونما قصد والمصادفة! وشركة إسو للإطارات التي قامت بتخصيص ربع أربحاحها للمعاهد العلمية، وهذه المعاهد تبنت فكرة السفر إلى القمر وتخرج منها مهندسون قاموا بتنفيذ تلك الفكرة...

إن بلادنا مليئة بالفجوات التي بالامكان ملؤها والمساهمة في الاقلال من العذابات الانسانية، وشعوبنا بسيطة جدا وطيبة في تقديرها للمتبرعين... ومازالت الأمية منتشرة... وازدادت معها الأمية التكنولوجية واللغوية وأشياء أخرى ثقافية وطبية وعلمية وفنية وهي بحاجة إلى التفكير في المساعدة الجدية وعمل الخطط لسنوات آتية لجني ثمارها... فالدولة وحدها لن يكون باستطاعتها اللحاق بركب العالم والتقدم لظروف كثيرة متعددة يصعب حصرها وقد يكون بعضها عدم كفاءة بعض موظفيها واستغلالهم شخصيا لمناصبهم أو عدم وجود اللبنة الأساسية بدواخلهم من علوم أو معرفة أو قدرات للصعود في البلاد... وتقدمها وانتشالها... ومعروف أن المال وحده لن يتمكن من انقاذ أو نشر أي تعليم ما لم يكن وراءه العقل الذكي المدبر مع الخبرة والاطلاع.

فإنشاء مكتبة في قرية أو مستوصف أو معهد علمي أو فني قد يكون سهلا ولكن تكمن العبرة في القدرات الفنية وذات الخبرة للمحافظة على مستواه لتطويره وبقاؤه... ومن يدري قد يتخرج لدينا مخترعون عظام عن طريق أعمال الخير...

فمشوار الألف ميل يبدأ دائما بخطوة واحدة!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً