العدد 2159 - الأحد 03 أغسطس 2008م الموافق 30 رجب 1429هـ

الشرق الأوسط ... البشرى أم النذير؟

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

لا أعلم هل تتجه بوصلة الأمور في منطقة الشرق الأوسط إلى التعقيد أم الانفراج، خصوصا بعد المراوحة التي شهدها الملف النووي الإيراني في غضون الأسبوعين الماضيين.

مباحثات جنيف كانت جريئة في كل أبعادها، فواشنطن وطهران بدأتا الجلوس وجها لوجه على طاولة المفاوضات، وهو أمر مهم في حال تعزز بتوافقات على العراق وأفغانستان وحل الرواسب المتبقية والتي لم يتمكن القادة الأميركيون من حلها.

من المؤكد أن الغرب لن يصبر طويلا، ولكن ليس أمامه من خيار يفعله، فالحرب فاتورتها مكلفة وباهضة الثمن وربما تغير وجه المنطقة بالكامل وتغير من خريطتها السياسية والأمنية.

الغرب يعرف جيدا أن وضع ما قبل الحرب مع إيران ليس كما بعده، وأن عقارب الساعة لن تعود لذي قبل، ثمة أسئلة مهمة لو امتلكها الغرب لكانت الضربة قد وقعت فعلا، النفط، ماذا بعد، الوضع في العراق، ومستقبل «إسرائيل».

رغم كل ما يجري من مد وجزر بين واشنطن وحلفائها وطهران، فإن أي تقارب بين العاصمتين سيغير وجه المنطقة أيضا، وفي كل الأحوال سيكون العرب خارج المعادلة، وقعت الحرب أم حدث تقارب أميركي - إيراني أو على الأقل هدنة طويلة الأجل بين الغريمين.

طهران رحبت بمبادرة (5+1)، وإن لم تجب بعد على ما تضمنته حزمة المبادرات من أفكار، لكنها اعتبرتها مبادرة يمكن البناء عليها لحوار جدي بين الطرفين ولكن من دون شروط مسبقة يفرضها الضغط العسكري على الأرض.

مخطئ من يعتقد أن الملف العراقي منفصل عن مخاض ما يحدث في المنطقة، ففي الضفة الأخرى لا يزال العرب يعيشون على وقع الصدمة بما حدث في العراق، على رغم أن الكثير من حكومات المنطقة أصبحت أكثر رشدا في علاقاتها مع العراق الجديد، وأصبح الكل يطمح أن يكون له موطئ قدم في بغداد، هذه العاصمة التي قد تعيد التوازنات في ملف العلاقات بين دول المنطقة.

سورية بدأت تلملم أوراقها أيضا، ومنها تقنين علاقاتها مع طهران وبيروت، وكانت البداية من الدور الإيجابي الذي لعبته سورية في إحراز «معجزة الدوحة» بين الفرقاء اللبنانيين، والآن بدأ الرئيس بشار الأسد في الخطوة الثانية والأهم وهو ما يشاع عن لعب دور الوسيط بين أوروبا وطهران.

في كل الأحوال لا نعتقد أن المنطقة ستصبح على وقع كارثة جديدة قد يتسبب بها المتشددون في الإدارة الأميركية، ذلك أن هذا يعني تقويض كل التوافقات، والأمل معقود على الحكماء في واشنطن أن يبعدوا شبح الحرب عن منطقة ما فتئت تعيش في غمار المغامرات!

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2159 - الأحد 03 أغسطس 2008م الموافق 30 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً