العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ

خواطر وعبرات من تركيا

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

مع زيارة ملك البحرين للجمهورية التركية في منتصف الأسبوع الماضي فمن الواضح ان هناك رغبة من قبل الجانبين في توطيد العلاقات البحرينية - التركية وتوجيهها نحو آفاق جديدة في مختلف مجالات التعاون كالمجال الاقتصادي والسياسي والعسكري.

لابد من الاعتراف للقارئ بأنني اقضي إجازتي الصيفية منذ عشر سنوات تقريبا في ربوع تركيا - قبل اندفاع السياح العرب هذا العام بسبب شعبية المسلسلات التركية - وقد قمت بزيارة العديد من المدن والمناطق السياحية خلال تلك الفترة وأنا أتفق كليا مع الشعب التركي بان بلدهم «جنة» فهم ينطقون هذه الكلمة باللغة العربية. السائح يشعر بان هذا الوصف صحيح لأنه ناتج من انصهار عدة عناصر: فعبق التاريخ بسبب تواجد الكثير من الحضارات في الأناضول وجمال الطبيعة الرائع وتنوع المناخ العام بسبب الرقعة الجغرافية ولا ننسى طيبة الشعب التركي.

هذه المقومات جعلت ملايين من الأوروبيين لا يترددون في تكرار قضاء الإجازة الصيفية في ربوع هذا البلد المسلم.

بسبب كوني أكاديمي فقد قمت خلال العام الماضي بزيارة إحدى أفضل الجامعات التركية في العاصمة أنقرة - جامعة الشرق الأوسط التقنية - (Middle East Technical University) حيث استضافني أحد البروفسورات وقام شخصيا بتعريفي على مركز البحث العلمي وزيارة القسم الأكاديمي ومشاهدة الحرم الجامعي. بدون مجاملة (وبدون حسد)، هناك استنتاج وحيد بعد مشاهدة أصناف الأجهزة الدقيقة في أقسام مركز البحث العلمي وكفاءة التقنيين الأتراك الذين ترسلهم الجامعة لعدة أشهر للتدريب على هذه الأجهزة في الجامعات الغربية وبرامج الدراسات العليا التخصصية من ماجستير ودكتوراه.

باعتقادي ان هذه الجامعة لا تقل في جودة تعليمها عن الجامعات الغربية (شخصيا درست في المملكة المتحدة وقمت ببعض الأبحاث في الولايات المتحدة) وقد عرفت إن معظم الجامعات والشركات الغربية لا تتردد من ضم خريجي هذه الجامعة لأنهم صفوة المدارس الحكومية والخاصة بسبب وجود مسابقة سنوية في نهاية العام الدراسي لجميع طلاب الثانوية لفرزهم وبالتالي تجذب الجامعات القوية أفضل وأذكى الطلاب.

هذه الجامعة تدرس باللغة الإنجليزية ومن الممكن انضمام الطلاب البحرينيين والأجانب بها وأسعارها مناسبة.

يقال إن التعليم فلسفة، والتمهيد لافتتاح أقسام جديدة لأحدث العلوم في الجامعات التركية تجربة لابد من ذكرها فقد نأخذ بعض العبر. فقرار فتح القسم الجديد لا يتم بجرة قلم بل يتم وضع خطة تحضيرية ذات 5 سنوات على الأقل فيتم أولا تعيين رئيس قسم ومن ثم اختيار مجموعة بارزة من طلاب الماجستير والبكالوريوس لإبتعاثهم لدراسة التخصصات المطلوبة إلى الجامعات التركية أو الغربية.

خلال الخمس سنوات يقوم رئيس القسم مع فريق خاص بتحضير المنهج الدراسي ويتم اكتمال بناء المباني مع تجهيز المختبرات ومن ثم يتم البدء في استقبال الطلاب مع عودة المبتعثين.

هذه الخطوات تبث في القسم دماء شابة تجعلها قادرة على التدريس والبحث العلمي.

وقمت هذا العام بزيارة مدينة ساحلية تطل على بحر ايجة وقريبة من مدينة أزمير تسمى (Cesme) وتعني باللغة التركية منبع الماء.

في بداية حدود هذه البلدة تشاهد أعمدة إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح على جبلين وعرفت لاحقا إن هبوب الرياح في هذه المنطقة تعتبر الأعلى في القارة الأوروبية وبالتالي سيتم استثمار مئات الملايين من العملة الأوروبية لإنتاج طاقة الرياح خلال العامين القادمين لتقليل فاتورة الغاز.

وأخيرا فالاختيار الموفق للنائب السابق بمجلس النواب ابراهيم العبدالله كسفير لمملكة البحرين في أنقرة لا شك سيساهم في تطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين وسيدفعها بعون الله إلى مزيد من النمو لصالح الشعبين.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً