العدد 2166 - الأحد 10 أغسطس 2008م الموافق 07 شعبان 1429هـ

الحرس القديم... الشمس لا تقبل المتنكرين!

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

في أي مجتمع من المجتمعات هناك معادون للديمقراطية... معادون لخيار الشعب في الحرية... معادون لحق الشعب في الاختيار... معادون لخيار الإصلاح... معادون للتغيير... معادون لكل مفردات الجمال والتعايش، لأن الهدف هو قتل قابلية زرع الأمل لدى الناس.

دعونا نعترف: هؤلاء كثرة وليسوا قلة في مجتمعنا، ولهم أبواقهم وهناك من يعزف على طبولهم، وجرافاتهم آخذة في الهدم والردم... ولكن علينا ألا نضع رؤوسنا في الرمال... لنقولها صراحة وعلى رؤوس الأشهاد هذه المرة: هناك من يعارض حق الشعب في أن يكون له صوت مسموع... وهناك من بات يعمل جهارا لتقويض أي مشروع وطني طموح مآله الشراكة الحقيقية للشعب في الثروة والسلطة.

هؤلاء كثرة - حتى لو كانوا لا يشكلون رقما كبيرا - لأن مقياس الكثرة هنا بالطبع ليس هو العدد، وإنما القدرة على التأثير والقدرة على تعزيز مواقع النفوذ والقدرة على السيطرة والقدرة على إجهاض كل مبادرات الإصلاح، وكما أن الشعب الحر لديه مشروعه فهم لديهم مشروعهم التدميري أيضا، ومازالوا لا يبارحون حمل معاول الهدم التي تطفو على السطح يوما بعد آخر.

هناك، من مصالحه وسرقاته تقتضي أن يكون في معسكر المعاكسة والمشاكسة لحلم الشعب في أن يكون متمتعا بحقوقه كاملة من دون انتقاص... مخطئ من يعتقد بأن هؤلاء عاجوزن أو معزولون... أشك في ذلك كثيرا والقرائن على ذلك كثيرة تدحض فرضية الذاتية في تفسير مؤامراتهم.

من المفروغ منه القول إن الحرس القديم يعمل على دك اسفين تعزيز الهوة بين القيادة والشعب... ولعل الغريب منه أن الكثيرين من هذه الفئة أصبحوا يشغلون مواقع أكثر أهمية من ذي قبل، وسلوكهم الذي كان متعارضا مع نضال الشعب أصبحوا الآن يتبجحون به علنا، ويحاولون المحاولة تلو الأخرى لكسر شوكة الخيار الشعبي.

في نظر هؤلاء... ليس من حقك أن تتكلم، وليس من حقك أن تطالب... العصا والعصا فقط حاضرة في أذهانهم... هؤلاء يسيرون على هدي شريعة الغاب التي تكون السيادة فيها لصاحب الضرس الأكبر لا العقل الرشيد، لذلك فهم بعيدون عن الرشد... ديدنهم الاستئثار والاستحواذ، وكل شيء في قاموسهم مباح وقابل للسرقة، حتى لو كان الوطن الضحية؟

ليس مطلوبا من السلطة أن تدير ظهرها لهؤلاء... لأن ذلك سيجعلهم يعمهون في طغيانهم... الناس تعرفهم جيدا، بل لا أظن أن هناك بين ظهرانينا من يجهلهم؟ إنهم سيقاتلون حتى الرمق الأخير من أجل تعزيز القبلية والطائفية... من أجل خرق سفينة الاصلاح التي يقودها رجل يتحلى بالحكمة، حلمهم الأكبر أن يجعلوا دولة المواطنة التي ينتفي فيها التمييز حلما بعيد المنال.

يجب علينا كشعب ألا نستسلم... علينا أن نتقدم للأمام... علينا أن نقطع الطريق على الثعالب الصغيرة التي تريد أن تسلب منا إرادتنا، لن يأتي اليوم الذي تعود فيه عقارب الساعة للوراء كما يحلو لكم... لأن هذا خلاف منطق الطبيعة!

الحل ليس في مواجهة الحرس القديم وإنما في تعزيز جبهة الاصلاحات وفتح الطريق لها لتحلق في فضاءات أوسع وأسمى من الطوائف، رهاننا على ربان سفينتنا الذي نتوسم فيه الخير دائما، ونأمل أن يتحلى الشعب باليقظة دوما، لأننا في مقطع زمني لا يقبل الزلات والهفوات.

مقارعة الحرس القديم ليست نزهة، ولا عملية سهلة البتة، كما قد يتوهم بعضنا، وتحقيق الانتصار على عشاق الظلم لن يأتي بين يوم وليلة... ولكن الأهم ألا يسري الداء لينتقل في صفوف الأخيار أيضا... عشاق التغيير لا يهمهم طول المسافة ومن هم سواهم قدرهم أن يعيشوا في الظلام دائما... لأن الشمس لا تقبل المتنكرين!

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2166 - الأحد 10 أغسطس 2008م الموافق 07 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً