العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ

مأساة «التربية الفنية» تحتاج إلى حلّ

أحمد الحداد Ahmed.alhaddad [at] alwasatnews.com

أعلنت وزارة التربية والتعليم يوم الخميس الماضي القائمة النهائية للمرشحين للدخول في السلك التعليمي بمن فيهم خريجو/ خريجات التربية الفنية، ولكنها اتجهت إلى تأزيم مأساتهم بدل الاتجاه إلى حلّها.

اتجاه الكوادر الموهوبة إلى صقل الموهبة الفنية بالحس الأكاديمي كان قبل سنين قليلة مقبولا في الوسط التعليمي، ولكن شاء سوء طالعهم بعثرة آمالهم وطموحاتهم في غد أفضل. فالإحصاءات والأرقام المتوافرة تشير إلى وجود أكثر من 150 متخرجا ومتخرجة من تخصص «التربية الفنية» على مقعد البطالة تتقاذفهم الهموم وتتطارحهم المأساة الأبدية التي أسقطهم فيها سوء الإدارة والتخطيط بوزارة «التربية» وربّما في بعض الأحايين التكتلات المتحكمة بالوزارة وتطاول الأيادي و «الموازنة»، علما أن جلالة الملك خصص 15 مليونا لتوظيفهم.

فأول مطر السَوْء كان بتشتيت وزارة «التربية» جهود هؤلاء الأكاديميين عبر وضعهم لمدة طويلة على رفوف «البطالة المقنّعة»؛ بعدم إدماجهم في السلك التعليمي؛ واستبدالهم بآخرين لا يمتّون إلى الحسّ الفني بصلة. كُثُرٌ الأمثلة التي يمكن أن تضرب. أولها توجيه بعض المدرّسات غير المتخصصات أكاديميا إلى تدريس «التربية الفنية». فمدرّسة لغة عربية ملّت التدريس بعد 15 عاما وطلبت نقلها إلى «التربية الفنية». أخرى تدرّس «الرياضة» ولوجود الموهبة دون وجود الحس الأكاديمي يتم توجيهها إلى «التربية الفنية». وأخرى يتم تخييرها بين تدريس اللغة الإنجليزية - وهي خريجة تخصصها - وتدريس الفن والتقانة فتختار الأسهل طبعا والاتجاه إلى «التربية الفنية»، ولا يمكنني أن أنسى استيراد واستجلاب المدرّسات المصريات ليكنّ حجر عثرة أمام العشرات من الطالبات الأكاديميات الموهوبات، وتوظيف المتخرجات الجدد ونسيان من قبلهن.

إحدى المتخرّجات الموهوبات تروي المأساة بالمعادلة الآتية: 4 سنوات من الدراسة + 3 سنوات من الانتظار المرير والأمل + 6 امتحانات تحريرية وعملية = البطالة... البطالة... البطالة...

إقرأ أيضا لـ "أحمد الحداد"

العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً