العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ

عشوائية النقل تهدد سلامة 33 ألف تلميذ

كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن توجيهات عليا من القيادة صدرت إلى وزارات الداخلية والتربية والتعليم والأشغال لتقييم وضع شبكة المواصلات المدرسية وتوفير متطلبات توفير الخدمة لضمان سلامة نقل تلاميذ المدارس الذين يبلغ عددهم 33 ألفا، فضلا عن الآلاف من أطفال الروضات، بالإضافة الى إعادة النظر في مشروع تكييف الحافلات الذي لايزال قيد الدراسة. وانتقدت جهات عدة حالة العشوائية التي تهدد صحة وحياة أطفال وتلاميذ البحرين أثناء ذهابهم الى، وإيابهم من، الروضات والمدارس.



«الوسط» تفتح ملف عشوائية المواصلات المدرسية(1)

حافلات في مواجهة المفاجآت

مدينة عيسى - سعيد محمد

لا تزال حادثة وفاة طفل الروضة سيدجعفر عيسى مهدي العبار (4 سنوات)تلقي سحابة من الحزن والأسى في نفوس المواطنين، لكن هذه الحادثة المؤسفة التي وقعت في 1 سبتمبر / أيلول الجاري (توفي الطفل جعفر في 4 سبتمبر)، والتي تبعها تشكيل لجنة تحقيق بوزارة التربية والتعليم وتحويلها إلى النيابة العامة، دفعت إلى رفع الأصوات المطالبة بضمان توافر اشتراطات السلامة في الحافلات وتوفير سواق بكفاءة عالية ليس على مستوى شبكة المواصلات المدرسية الحكومية فحسب، بل في المدارس الخاصة ورياض الأطفال والجامعات والمعاهد.

وسنويا، تتصدر خدمات المواصلات المدرسية قائمة الاحتياجات التي يتقدم بها الطلبة وأولياء أمورهم، وكما الحال في كل عام، فإن الكثير من المدارس - في المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية - تسلمت شكاوى عديدة من أولياء الأمور تتعلق بتوفير خدمة المواصلات خصوصا بالنسبة للطلبة في المراحل الابتدائية الذين يقطنون في بعض المناطق التي تعتبر بعيدة نسبيا عن نقطة النقل على الشوارع العمومية والتي تشكل خطرا كبيرا على الطلبة، لكن الحافلات المدرسية تسير وفقا لخطوط ومسارات محددة مسبقا ومتفق عليها بحيث يمكن توفير الخدمة لأكبر عدد من الطلبة حتى بوجود نقاط تجمع بعيدة عن مناطق سكنهم.

«الوسط» تفتح هذا العام ملف «المواصلات المدرسية» نظرا لأهمية هذه الخدمة، بغية إلقاء الضوء على وضع المواصلات المدرسية عموما، في المدارس الحكومية والخاصة وفي رياض الأطفال، ومع كل التقدير للجهود التي تبذلها الوزارة في هذا المجال، فإن نقل وجهات النظر المختلفة يمكن أن يكون مفيدا في اتجاه تحسين هذه الخدمة، وإطلاع المسئولين على صورة واضحة ويومية لما يحدث في الشوارع خصوصا مع تفاقم مشكلة الاختناقات المرورية، ووجود ملاحظات كثيرة لدى أولياء الأمور بخصوص اشتراطات الأمن والسلامة على الطريق في الرحلة اليومية من وإلى المدارس. منذ مطلع العام الدراسي الحال في يوم 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت وزارة التربية والتعليم من خلال تصريح صحافي للوكيل المساعد للموارد المالية والخدمات صبري محمد عبدالهادي أن الوزارة خصصت 600 حافلة بأحجام متباينة من أجل تقديم خدمة المواصلات للطلبة، بالإضافة إلى توفير 110 حافلات للمعلمين ولمنتسبي الوزارة، وأن عدد الطلبة الذين سيستفيدون من خدمة المواصلات التي توفرها الوزارة يبلغ 33 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 1200 معلم ومعلمة.

وطبقا لخطة عمل جهاز المواصلات بالوزارة، فإن هناك آلية لضمان سير العمل تعتمد على تعيين مشرفين لمتابعة سير عمل المواصلات وهم على اتصال مباشر بجهاز المواصلات، كما توزع إدارة الخدمات استمارات خاصة على مديري ومديرات المدارس تتضمن طلبا بالتبليغ الفوري في حالة وجود أي تقصير أو خلل في نقل الطلبة والطالبات من المناطق السكنية إلى المدارس والعكس، بالإضافة إلى عقد اجتماعين يوميا مع المتعهد أحدهما في الصباح والآخر بعد الظهر للتأكد من سير العمل بالطريقة الصحيحة التي تضمن سلامة الطلاب وراحتهم ونقلهم في الوقت المحدد.

ومع ذلك، تستمر شكاوى أولياء الأمور والطلبة، وخصوصا في ظل العدد الكبير من الطلبة المستفيدين من خدمة المواصلات ووجود أعداد كبيرة منهم يدرسون في مدارس بعيدة عن مناطق سكنهم، ووفقا للمسئولين في الوزارة، فإن كل الملاحظات والشكاوى التي ترد من الطلبة وأولياء أمورهم يتم تلقيها والنظر فيها لعمل ما يمكن عمله.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة أن توجيهات عليا من القيادة صدرت إلى وزارات الداخلية والتربية والتعليم والأشغال لتقييم وضع شبكة المواصلات المدرسية وتوفير متطلبات توفير الخدمة لضمان سلامة نقل الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الثلاث في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى إعادة النظر في مشروع تكييف الحافلات الذي لا يزال قيد الدراسة.

ومن المتوقع أن تبدأ سلسلة اجتماعات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ووزارة الأشغال والمؤسسة الوطنية للنقليات والجهات الأخرى ذات العلاقة بما فيها لجنة السلامة على الطريق لتقييم وضع شبكة النقل المدرسي خصوصا في ظل تنفيذ مشروعات تطوير الطرق في مختلف مناطق البلاد والتي أثرت كثيرا على انسيابية الحركة من وإلى المدارس لا سيما في محافظتي المحرق والوسطى والعمل على تسريع تنفيذ المواقع التي تشهد اختناقات شديدة بسبب التحويلات المرورية.

لكن، كيف هو وضع خدمة المواصلات بعد انقضاء الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد؟ يجيب على هذا التساؤل أبلغ مدير إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم خالد غريب الذي أبلغ «الوسط» أن جهاز المواصلات تابع تنفيذ خطة المواصلات للعام الدراسي الجديد 2008- 2009، مؤكدا على أنه في ظل ارتفاع عدد الخطوط وتسيير 1200 رحلة في جميع مناطق البلاد في فترة الحضور الصباحي والانصراف ظهرا بواسطة 600 حافلة يسير بوتيرة جيدا باستثناء مشكلات التأخير الناتجة عن تنفيذ مشروعات تطوير الطرق بسبب الاختناقات صباحا وظهرا.

ويشير غريب إلى أن هذا الحجم الكبير من العمل لابد وأن تنتج عنه بعض المشكلات، لكنه يؤكد في الوقت ذاته على أن من بين 1200 رحلة صباحا وظهرا قد يتم تسجيل بعض الإشكالات فيما يقارب من 20 رحلة! وهذه الإشكالات تعد منخفضة جدا مقارنة بشبكة المواصلات المدرسية الكبيرة التي تشمل محافظات المملكة الخمس بالإضافة إلى أن هناك متابعة يومية مع المؤسسة المتعهدة بنقل الطلبة للوقوف على سير العمل بشكل يومي.

ولدى الوزارة، وفقا لغريب، الكثير من الأفكار التي تجدها مهمة في شأن رفع مستوى الأمن المروري في جميع المدارس، ومنها إيجاد أرصفة آمنة بالنسبة للطلبة الذين يتوجهون إلى المدارس مشيا على الأقدام، وتحديد مسارات آمنة أيضا أمام المدارس، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن موضوع سلامة الطلبة هو أمر لا يمكن التهاون فيه باعتبار أن أبناء الوطن أمانة لدى الوزارة، ولهذا يستمر العمل للوقوف على احتياجات المدارس وأولياء الأمور والطلبة.

وفيما يتعلق بالمشكلات التي تحدث للطلبة الذين يستخدمون المواصلات الخاصة والحافلات الصغيرة يقول إن جهاز المواصلات بالوزارة ليس مسئولا عن هذه الخدمة، لكن في حالة وجود مشكلات كالحوادث فإن المدارس المعنية تتابعها ويتم تقديم تقرير للوزارة بشأنها.

ويرى مدير عام المؤسسة الوطنية للنقليات خالد إنجنير أن المشكلة الواضحة والكبيرة التي ظهرت في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، هي تعثر توقيت وصول الحافلات المدرسية إلى المدارس في الوقت المناسب وذلك بسبب التحويلات المرورية المرهقة الناتجة عن مشروعات الطرق، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا مع وزارة التربية والتعليم لتلافي أية إشكالات من خلال العمل على إزالة المعوقات، إلا أن الخطوط التي تسير يوميا في المسارات التي تلتقي مع التحويلات ومع نقاط الاختناق المروري الكبيرة تتعرض من دون شك إلى تأخير يومي قسري وهذا هو الحال بالنسبة للكثير من المواطنين والمقيمين الذين يستخدمون تلك المسارات، متمنيا أن يتم الإسراع في إنجاز المشروعات التي تسببت في اختناقات كبيرة في أوقات الذروة، مقدرا الجهود التي تبذلها الإدارة العامة للمرور، ورجال المرور الذين يعملون على ضبط الحركة المرورية في تلك النقاط.

وفيما يتعلق بمشروع تكييف الحافلات المدرسية، يشير إنجنير إلى أن مجلس الوزراء طرح الموضوع وكذلك الحال بالنسبة إلى مجلس النواب، وطرحت وزارة التربية والتعليم في العام الماضي مناقصة تقدم اليها 6 مؤسسات عاملة في مجال النقل، لكن الموضوع توقف من جانب الوزارة لدراسته مع اختيار بدائل، فمشروع تكييف الحافلات يعد مكلفا إذ تصل الكلفة إلى ما يقارب من 40 مليون دينار لعقد يستمر 6 سنوات، ومع ذلك، فيمكن البدء في المشروع طبقا لمراحل يتم الاتفاق بشأنها مع وزارة التربية والتعليم.

وبدا الأسبوع الأول من العام الدراسي صعبا للغاية، فقد صرح مدير الإدارة العامة للمرور بالوكالة المقدم الشيخ عبد الرحمن بن صباح آل خليفة بأن الإحصاءات المرورية كشفت عن وقوع (30 ) حادث تلفيات و حادث إصابات بسيطة، منذ بدء الحركة المرورية صباح أول يوم دراسي وحتى العاشرة صباحا، وهو أمر يوضح الحالة الحقيقية للحركة، لكن في الوقت ذاته، بدا أن الإدارة العامة للمرور كانت تبذل جهدا لفك الاختناقات عند المدارس والتقاطعات والتحويلات المرورية الموجودة قرب المشروعات الإنشائية بالاتفاق مع شرطة المجتمع.

الجدير ذكره، أن الإدارة العامة للمرور وإدارة الطرق اتفقتا على زيادة توقيت الإشارة الضوئية في المسارات الأكثر كثافة عن باقي المسارات، وذلك لتأمين انسيابية السير

العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً