العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ

اتحاد الكرة وقراراته الرادعة

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

في المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة تجد هناك أنظمة تسير العمل من قبل الرؤساء للمرؤوسين ولكل منهم حقوق وواجبات، أضف إلى ذلك هناك العقاب والثواب والحوافز المشجعة الأخرى.

هذه الأمور وخصوصا مبدأ الثواب والعقاب في الاتحاد البحريني لكرة القدم تجاه المنتخب الوطني فهو غير متوازن، إذ انه دائما يسعد بوجود الثواب فقط من دون أن تكون هناك أمور علاجية لمبدأ العقاب الذي يعتبر وجوده ضرورة لوضع الأمور في نصابها الحقيقي.

الأمور التحفيزية والمشجعة التي تصرف لنجوم الأحمر بلا شك أمور تعطي الدافع الكبير في تحقيق النتائج الكبيرة والمؤثرة، وهذا ما لاحظناه في السنوات الأخيرة، ولا أعتقد ان هناك شخصا عاقلا يرفض مثل هذه الأمور، بل هناك تشديد كبير من الجميع على تكثيف الأمور المشجعة والمحفزة لرفع علم المملكة بالتشريف في المحافل المختلفة وعلى جميع الأصعدة العالمية والآسيوية والعربية والخليجية.

ولكن نحن نعتقد جيدا أن هذه الحوافز من مبادئ الثواب نحتاج إلى جانبها لمبادئ العقاب لمن يضر بسمعة البلد حتى نستطيع أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي.

في الآونة الأخيرة شاهدنا المنتخب يتعرض للحصول على البطاقات الملونة (الصفراء والحمراء) ومعظمها من دون مبرر، ما يؤثر على الاداء الفني للفريق داخل الملعب ويعكس صورة سلبية عن منتخبنا بأنه لا يحمل المسئولية في تمثيل الوطن، وصار الغياب في كل مباراة نلعبها سواء بالحمراء أو الصفراء أمرا عاديا وروتينيا.

ولكن نحن نسأل ما دور اتحاد الكرة لتقنين مثل هذه البطاقات، وخصوصا أن الشريحة التي حصلت عليها هي من نجوم المنتخب، بل تعدت ذلك ودخلت عالم الاحتراف لعدة سنين، ولكن هذا الاحتراف لم نره قد انعكس بالايجاب على نفوس هؤلاء للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، بل هؤلاء هم من أصحاب الخبرة التي يعتمد عليها المنتخب الوطني، ولكن هذه الخبرة لم تستغل لصالح الأحمر.

فمن غير المعقول أن نرى البطاقات الحمراء تتوزع بالمجان على لاعبينا وبأسباب تافهة، ومن الممكن تفاديها وهي غير مقنعة، وبالتالي نحتاج إلى ضوابط عقابية لتردع هؤلاء عن مثل هذه التصرفات التي لا يأتي بها لاعب مبتدئ، فما بالك بلاعب قد وصل إلى القرب من نهاية المطاف الكروي ويحدث ذلك باستمرار.

أود ان اذكر اتحاد الكرة ببعض الأمور كان فيها سلبيا ولم يتخذ أي قرارات رادعة وصارمة، منها ما حدث في دبي في العام 1996 عندما ترك بعض اللاعبين الوفد في خليجي 13، والتي أقيمت في عمان، اذ ذهبوا خلسة إلى دبي وبلباس الأحمر وشعار المملكة وباتوا هناك، والكل يعرف ما دار في تلك الجلسات الساهرة، ولكن عاد الوفد إلى البحرين وسط استياء كبير من قبل الشارع الرياضي. ولم تهز هذه الحادثة اتحاد الكرة لكي يصدر من خلالها قرارات رادعة وصارمة، وان كنا نحتاج لهؤلاء ولكن الجانب الاخلاقي وسمعة البلد أهم من النتائج.

الحادثة الأخرى ما حدث في تايلند عندما ذهب المنتخب الوطني للعب مباراة في تصفيات كأس العالم هناك في العام 2001، وإذا بمجموعة من اللاعبين وبضوء أخضر من المدرب سيدكا ذهبوا إلى أحدى المدن الماجنة والتي يشيع فيها فعل الفاحشة قبل المباراة بـ24 ساعة، وعادوا بعد تلك السهرة الفاضحة إلى الفندق وكأن شيئا لم يحدث، ثم عادوا إلى المملكة وتوقعنا أن تصدر بحقهم عقوبات صارمة قد تصل إلى الشطب مقابل ما حدث هناك، ولكن تفاجأنا بأن هناك رسالة تم ارسالها من قبل اللاعبين وموقعة منهم يقدمون اعتذارهم عما حدث، ومن دون تردد تم قبول هذا الاعتذار وعادت المياه لمجاريها ولعب الفريق بكامل نجومه في آخر مباراة له أمام الفريق الإيراني في تلك التصفيات.

هذه الأمور السلبية والتي لم يشء اتحاد الكرة أن يرد عليها بقرارات رادعة انعكست على تصرفات لاعبي الخبرة، وصاروا يحصلون على البطاقات الصفراء مرارا وتكرارا من دون رادع، وفي كل مباراة هناك ايقافات لم تكن هناك تحركات واضحة من قبل اتحاد الكرة حتى بعقد اجتماع ولو صوري مع هؤلاء اللاعبين وتحذيرهم من هذه التصرفات اللامسئولة، والتي تضع المنتخب الوطني في خانة الاحراج كما هو الحال الآن بغياب 4 لاعبين من نجوم الأحمر الأساسيين، وعلى ماذا غيابهم! وهل هذه المرة الأولى لهم! ومع ذلك الاتحاد ينظر إلى النتائج فقط من دون أن يكون له دور في زرع الجانب الاخلاقي وضبط اللاعب وغيره من اللاعبين الآخرين لكي لا ينعكس ذلك بالسلب على اداء المنتخب الوطني.

لماذا لا يأخذ اتحاد الكرة العبرة من الاتحاد السعودي في مثل هذه الأمور عندما يكرر النجم الكبير هناك الفعل بالحصول على البطاقات الحمراء اكثر من مرة تصدر بحقه عقوبة عدم ضمه للمنتخب الوطني، وان كان هذا اللاعب مؤثرا في الفريق. فلذلك نرى كل لاعبي الفريق السعودي منضبطين في هذا الجانب سواء كان نجما أو لاعبا جديدا، وما النتائج الكبيرة التي يحققها الفريق السعودي إلا بسبب هذه الأمور الانضباطية.

لذلك نحن نطالب وبشدة اتحاد الكرة باتخاذ القرارات الرادعة لكل لاعب يتصرف بلا مسئولية ويحصل على البطاقات الحمراء والصفراء باستمرار ومن دون أمور مقنعة أو مبرر يؤثر على المنتخب بالسلب سواء عن طريق الايقاف أو حتى الابعاد، لكي لا تكون الأمور سائبة اذ لا بد من ضبطها، والالتزام الاخلاقي أهم من التأهل إلى نهائيات كأس العالم

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً