العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ

صَومَلَةُ العراق... فيلم رعب أميركي

خليل تقي comments [at] alwasatnews.com

ما يجري في العراق يشبه فيلم رعب أميركي حي، جرت كتابة السيناريو في الولايات المتحدة تحت مسمى: «حرية العراق، ونشر الديمقراطية» وأضيفت في العراق تسمية «الحواسم» والفارق بين هذا الفيلم وغيره من أفلام الرعب أنه خال من التمثيل، ويعتمد على التنفيذ الحقيقي الحي في عموم الأراضي العراقية، ويبث مباشرة على الهواء باعتباره أبرز منتجات النظام العالمي الجديد بعد فيلم الصومال وفيلم أفغانستان.

بدأ هذا الفيلم في هيئة الأمم المتحدة، وكان مسرحها مجلس الأمن بأعضائه الدائمين وغيرهم، وقد قدموا مسرحية عبثية أدت إلى سقوط هيبة المجلس ومعه منظمة الأمم المتحدة، وتوزع أعضاء المجلس الأدوار بشكل أوحى للنظارة أن سبب الخلاف بين الأعضاء هو كيف سيقتسمون الغنائم بعد الحرب، وكان الأداء الثلاثي (الفرنسي - الألماني - الروسي) أداء ناجحا جماهيريا، ما أثار الإنجليز والأميركان الذين أفسدوا العرض المسرحي وقلبوا الطاولات، وأرعبوا النظارة في المجلس، وانتقلت عدوى الرعب إلى خارجه عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.

بعد إلغاء العرض المسرحي في مجلس الأمن توزع الممثلون وقاموا بأدوارهم في مسارح شتى بعضها يؤيد حرب العدوان على العراق، وبعضها يعارضها، وفي ذلك الإطار تمت قمة البرتغال الأميركية الإنجليزية الاسبانية، وقمة شرم الشيخ في مصر، وقمم أخرى عربية وعالمية، ولكن القمم المعارضة للعدوان لم تتجاوز حدود الشجب والإدانة والاعتراض الخجول بحياء يشبه حياء الفتيات العذراوات، وتجاوبت الجماهير العالمية مع معارضي الحرب، فطافت المظاهرات شوارع العالم معلنة رفض العدوان، ولكن المعتدين لم يصغوا لأصواتهم.

حينما كانت القمم المعارضة للعدوان تقام في أكثر من عاصمة كانت خطط تصوير الفيلم قد تمت، وأطلقت آلات الدمار من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وتشيخيا، وانتقلت استديوهات هوليوود إلى قطر لتنقل إلى الإعلاميين مشاهد حية من الميدان تحت إشراف قيادة التحالف التي تتولى التنفيذ بمساعدة المؤيدين.

إعلاميون على طائرات الأباتشي

ومما اقتضته الخطة إعطاء دور لوسائل الإعلام، فتم اقتسام العاملين في الإعلام، وتوزيعهم بناء على تقارير المخابرات، فمن كان مخلصا للأميركان سمح له بمرافقة القوات والصعود على حاملات الطائرات والتمتع برحلات بطائرات الأباتشي، أما الإعلاميون الذين يشك في ولائهم لقوى العدوان فقد استبعدوا وتم إرسالهم إلى الجبهة العراقية فقُتل منهم من قُتل وجُرِحَ من جُرح، ولكنهم نقلوا مشاهد حية أثارت غضب أعداء العراق الذين تضايقوا من كشف جرائمهم لأن كشفها خارج على نص الفيلم الذي كتب في البنتاغون.

وتواصل نقل آلات الدمار برا وبحرا وجوا، ومع نقلها سيطرت حال الرعب على النظارة في العالم، وإزاء الخوف المرعب تهاوت مظاهر معارضة عرض الفيلم الحي المرعب، وحلت محلها مظاهر التعامي عن الحقيقة، وتوارى بعض اللاعبين عن حلبة المصارعة، وبرزت صور التنازل بتقديم التسهيلات فعبرت القوات الغازية المياه الدولية، والمياه الإقليمية العربية، وصار البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي مرفأ لحاملات الطائرات، وقاذفات الصواريخ التي اخترقت الأجواء العربية لتحط فوق رؤوس العراقيين.

ولم يقتصر الموقف على تقديم التسهيلات بل فتحت بعض الدول العربية قواعدها البحرية والبرية والجوية جهرا للقوات الغازية، وبعضها قدم التسهيلات سرا لأن «الحياء شعبة من الإيمان» وأبناء المنطقة يتباهون بإيمانهم والحمد لله، ولكنهم يتناسون أن الإيمان يقتضي حفظ الأوطان، بينما الدول العربية الرافضة للعدوان لم تتجاوز عتبة الشجب والاعتراض من دون التنديد.

أعلن عميد مسرح الرعب العالمي جورج بوش أن العرض قد اقترب، وفاجأ النظارة بتقديم موعد العرض اعتمادا على معلومات مخابرية أميركية، وهكذا بدأ فيلم الرعب بقصف بغداد من البر والبحر والجو، وصارت تزهق الأرواح بالآلاف جراء القصف الذي لا يرحم أم القنابل وأخواتها في معركة «الحواسم» التي أغرقت العراق في بحر من الدماء، وبحر من الفوضى جعلت العراقيين يحنون إلى الأيام الماضية بكل جروحها وأفراحها وأتراحها.

أم المعارك والجمارك

مسارح فيلم الرعب كثيرة، والمشاركون في التنفيذ كثر أيضا، فقد جرى إعداده في وزارات الدفاع الغربية، وتم إخراجه في العراق ودول الجوار، وتوزعت الأدوار بين الجلادين والضحايا، وتم تبادل الأدوار، بين الضحايا والجلادين إذ قتل بعض الغزاة، ولم تقتصر شاشات العرض على فريق الكاوبوي، بل كانت للفريق العراقي أدوار شارك فيها صدام بمواجهة بوش ، وكان لوزير الإعلام العراقي الصحاف دور أساسي عمم قاموسا جديدا لمصطلحات الحروب الإعلامية.

ازداد عدد الأمهات في مسرح العمليات الحربية، ففي المشهد الأول ظهرت أم المعارك تقود أمهات الشهداء، وانضمت إليها أم الحواسم، وتألقت أم القنابل بوزنها الثقيل. وعندما دخل الأكراد كركوك والموصل برزت أم الجمارك الطالبانية - البرزانية وهي ترفع العلمين الكردي والأميركي، وهجمت أم القنابل وأم الجمارك وأم اللصوص على أمهات الشهداء فالتحقن الأبناء في العالم الآخر.

حدد البريطانيون مسرح عملياتهم ما بين أم قصر والبصرة، وتم تمهيد تلك المنطقة فيما سلك الأميركيون طريق النجف وكربلاء نحو بغداد تحت تغطية جوية مرعبة. وبعد الفظائع جاء السابع من ابريل/ نيسان فأعلن ذكرى تأسيس حزب البعث ولكن دون احتفالات رسمية في بغداد التي سيطر عليها الحزب في 8 فبراير/ شباط سنة 1963م، وأعلن الحزب في ذكراه أنه أتم أربعين سنة في حكم العراق، وقد آن للحزب أن يتقاعد في وقت قريب. وبعد يومين من الذكرى دخلت القوات الغازية بغداد، وبدأ مشهد جديد من الفيلم ، واستبدلت المفرقعات بأم القنابل والصواريخ.

سقوط الصنم

سيطرت القوات الغازية على الكرخ التي تذكرنا بالوزير ابن العلقمي، ثم طوقت المنطقة الشرقية ـ مدينة صدام ـ ومن هنا وهنالك وصلت إلى مركز المدينة وبدأ البث الحي المباشر للفيلم من ساحة الفردوس إذ تم تحطيم تمثال صدام، المنتصب في ساحة جميلة من ساحات بغداد، طوقته القوات الأميركية والتف حولها رعاع بغداد، وأحضرت الرافعة، وصعد جندي أميركي وغطى رأس التمثال بالعلم الأميركي وسط هتافات الرعاع، وتمت تغطية هذا المشهد ببث مباشر من ساحة الفردوس، وقبل إطاحة التمثال رفع عنه العلم الأميركي كيلا يداس العلم مع التمثال، ثم جرته الرافعة فترنح، ثم تهاوى وهجم عليه الحضور ففصلوا الرأس عن الجسم ورجموه بالأحذية، واستمر التصوير، وأعيد بثه مرات، وعلت الهتافات «بالروح بالدم نفديك يا بوش»، واستبدل الانتهازيون اسما باسم.

كان مشهد سقوط بغداد مريبا، فقد توقفت المقاومة بشكل مفاجئ، وغاب الجيش عن الساحة، وغابت الشرطة، وهجم لصوص أطراف بغداد على قلبها بالقتل والسرقة والاغتصاب على مسمع ومرأى الغزاة، وبدت هذه الفوضى منظمة، وهي جزء من السيناريو الذي تقشعر منه الأبدان، ورافقته تسريبات إعلامية تفيد بأن حالات السرقة والاغتصاب والقتل بسبب أخطاء الحكم الدكتاتوري، وهي تعبير عن فرحة المواطنين الذين حررتهم حرب «حرية العراق».

ولما أبرز الإعلام مشاهد الفوضى التي استهدفت إلغاء هوية العراق، انتقد رامسفيلد تركيز الإعلام على أعمال النهب والحوادث، وقال: «إن التقارير التي تحدثت عن الفوضى العارمة وانعدام الأمن في المدن العراقية كانت مغرضة للغاية، وأن العراق بلد في طور ما سماه بـ «التحرير»، معربا عن أسفه لتعرض المستشفيات العراقية للنهب.

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في قاعدة السيلية بقطر إن قوات التحالف لا تنوي الاضطلاع بمهمات الشرطة في العراق، وإن قواتهم مازالت منشغلة بالمعارك الدائرة، وليست مسئولة عن حفظ الأمن. وفجأة أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم إرسال أكثر من ألف مستشار أمني وخبير قانوني إلى العراق للمساعدة في استتباب الأمن، فاتضح أنهم سمحوا للفوضى كي يستقدموا قوات شرطتهم، ولتبرير وجودها افتعلوا جرائم طاولت البشر والحجر.

أسئلة عن نهب بغداد

مناظر السلب والنهب كانت للترفيه عن المشاهدين الذين ملوا مشاهدة عروض القصف الأميركي، وتم توجيه اللصوص نحو المؤسسات الحكومية من وزارات ومصارف ومستشفيات ومتاحف. ففي الوزارات تم إتلاف وثائق العراق وسجلاته وقيوده وديونه وحقوقه، وتم نهب البنك المركزي بسهولة وباستخدام المتفجرات لفتح الأبواب والخزائن الفولاذية، وهنا نذكر أن البنك المركزي اللبناني لم يستبح على رغم سنوات الحرب الأهلية الطويلة، وكذلك المتحف الوطني في بيروت.

وفي المستشفيات هجم اللصوص فسرقوا الغذاء والدواء، واغتصبوا الممرضات، وسرقوا معدات الأطباء، وحتى الأسرّة سرقوها من تحت الجرحى، وقد أرعبت المشاهدين المشاهد التي بثت من مستشفى الكندي، أكبر مستشفيات العراق، ولم يكتف اللصوص بالسرقة بل أشعلوا النيران وراءهم إمعانا في الأذى والعدوان على جرحى الحرب.

أما المتحف الوطني العراقي، فقد اقتحمه اللصوص بعدما استولت عليه القوات الأميركية، وعاثوا فيه فسادا، تهاوت حضارة سومر وآشور وبابل وحضارة العباسيين والعثمانيين، وهنا يتساءل المتسائلون: هل سرق الأميركان ما يهمهم ثم سمحوا للصوص باقتحام المتحف وغيره للتغطية على أعمال اللصوص الحقيقيين؟ وهل سنرى محتويات المتحف العراقي في المتاحف الأميركية والمجموعات الخاصة عما قريب؟ وهل سينقل الأميركيون كنوز العراق مثلما نقلوا كنوز الهنود الحمر؟

أسئلة مشروعة ستسفر الأيام عن أجوبتها بعد ضياع العراق والنظام العالمي القديم، وحلول نظام عالمي جديد يكتبه الغزاة .

مأساة المتاحف العراقية تعني سقوط «اليونسكو» مثلما سقط مجلس الأمن، وفي المتحف توجد مكتبة المخطوطات العربية والتركية والفارسية، وتتضمن تلك المخطوطات تراث العالم، وهي كنز الحضارة والعلوم والمعارف. عشرات الآلاف من المخطوطات في مكتبات تراث العراق نجت من جيش هولاكو الذي أغرق الكثير منها في نهر دجلة ولكن النجاة لم تدم فالغزاة هم الغزاة سواء كانوا تتارا أم أميركان... فالجميع معادون للحضارة راغبون في العدوان.

لقد اشمأز الناس من مناظر قصف المدن العراقية، ومناظر الجثث المتناثرة التي زخرت بها صفحات الصحف والمجلات وشاشات التلفزة العربية والعالمية، وقد صدمت الناس هذه الهمجية التي تفوق فظائع أفلام الرعب التي تبث في الساعات المتأخرة من الليل حرصا على مشاعر الأطفال والأحداث، والصدمة ليست مقصورة على الناس العاديين، ولكنها تشمل عددا كبيرا من المثقفين والسياسيين والعسكريين الذين كانوا ومازالوا يعارضون الانقياد وراء رعاة البقر الأميركيين الذين يريدون سوق العالم بالأسلوب نفسه الذي تمت به تصفية الهنود الحمر وحضارات المايا والأزتيك.

غزاة ولصوص ومتآمرون

هذه الحرب جسدت العدوان، ورفض الآخر، والدكتاتورية العالمية التي تحل محل الدكتاتورية القطرية، وحاليا يتحرك الأميركان تحت شعار «إما معنا أو ضدنا»، وهذا الشعار مرفوض عربيا وعالميا لأنه يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان، ويتجاهل أبجدية الحضارة القائمة على التعددية واحترام الآخرين.

لقد شاهدنا من معهم، إنهم اللصوص الذين ينهبون مدن العراق من دون رادع، وعدد من المخبرين والمتآمرين على بلدهم وشعبهم بدعوى التحرير الموهوم.

السلب والنهب والاغتصاب الذي يتم في العراق برعاية أميركية له عدة أسباب:

1 ـ زيادة التدمير المتعمد لرفع قيمة فاتورة التعمير المنتظر والمنوط سلفا بالشركات الأميركية والصهيونية، وأول ما بحث مشروع إعادة فتح خط أنابيب نفط العراق ـ حيفا، وتعهد إعادة تأهيل ميناء البصرة، وتمويل مراكز أبحاث أميركية بما يقرب من عشرة ملايين دولار لتدريب العراقيين على إدارة المرافق والخدمات العامة.

2 ـ تقديم صورة مشوهة عن الشعب العراقي، وإبرازه بصورة اللصوص والخونة والجواسيس والمتآمرين الذين يختزلون بالتالي الصورة السيئة للعربي التي شوهها الإعلامي الصهيوني الأميركي، وإيصال صورة تبرر التدخل الأميركي لترويض هؤلاء اللصوص وإعادة تأهيلهم بإخضاعهم لحكم عسكري يستحقونه، وقد تم التركيز على إبراز وحشية اللصوص وعدم مراعاتهم حرمة المساجد والجوامع والمتاحف والمستشفيات والجامعات.

لقد أبدت التلفزة العربية والعالمية اهتماما بإبراز صور اللصوص، ونقل مشاهد حية ولمدة تفوق ما كان يبث من مناظر القصف الجوي والصاروخي المدمر، ما يوحي بأن الحرب النفسية عربيا وعالميا مازالت مستمرة تمهيدا لتهيئة الرأي العام المطلوب حشده لمسرحية تصفية القضية الفلسطينية، وضرب أي نظام يحاول منع أو عرقلة تصفيتها.

3 ـ إثارة الفتن التي تبرر حربا أهلية تبدأ في العراق، وتمتد إلى دول الجوار، دفاعا عن النفس وردا على الفوضى التي تمثلت بالاعتداءات على الأرواح والممتلكات والأعراض، واتخذت طابعا منظما على مرأى ومسمع القوات الغازية التي تمتنع عن إيقاف الفتنة بحجة أن القانون الأميركي لا يسمح باستخدام السلاح ضد المدنيين، في الوقت الذي مازالت الطائرات فيه تقصف المدنيين العراقيين في أماكن أخرى!

إثارة الفتنة بدأت خجولة وصارت وقحة في وسائل الإعلام التي بدأت تسرب أنباء صراع مذهبي بين المسلمين السنة والشيعة في البصرة وبغداد، وصراع قومي بين الأكراد من جهة والعرب والتركمان والسريان في كركوك والموصل من جهة أخرى، إذ واكب اللصوص الأكراد القوات الغازية من الأميركيين والبشمركة، ونهبوا الممتلكات العامة والخاصة.

فيلم يوثّق جرائم الغزاة

فيلم الرعب الحقيقي الذي يجري في العراق فيلم إبداعي في عالم الجريمة لا يشبه أي فيلم آخر، ويمتاز بطول فترة العرض، فقد مر أكثر من عشرين يوما ومازال العرض مستمرا، ومناظره تتنوع بين الجرائم العسكرية وجرائم عصابات المافيا واللصوص، ويبقى العراق ضحية بأرضه وشعبه ودياناته ومذاهبه وتراثه الحضاري ليشهد على جرائم الغزاة.

ويبدو أن مسارح الفيلم ستتسع، ولن تتوقف عند نداء الناطق باسم القوات الغازية هاشم هولاري الذي طالب المواطنين العراقيين بالتعاون مع قوات الحلفاء لكي تردع اللصوص، وهذا يوحي بأن العراقيين أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يتعاونوا مع القوات الغازية، أو يتحملوا جرائم اللصوص وقطاع الطرق، فيا لها من ديمقراطية أميركية! وأحدث مشاهد الفيلم المرعب احتلال الأحزاب الكردية مراكز حزب البعث في كركوك والموصل، وتشكيل حواجز ثابتة وطيارة فيهما، والقوات الأميركية تتمركز حول منطقة آبار النفط، والمؤسسات الحكومية تتعرض للسلب، وتركيا تهدد بالتدخل لحماية التركمان من عدوان الأكراد، وهذا الوضع يبشر بمشاهد متنوعة من مشاهد الرعب المنتظر، بانتظار عودة السلام غير المنظور، ويبقى السؤال: أية دولة ستذوق ما ذاقه العراق في القريب العاجل؟

لم تقتصر الأضرار على العراق جراء الحرب العدوانية، فمع سقوط العراق سقطت الأمم المتحدة بمجلس أمنها ومؤسساتها الإنسانية والثقافية، وسقطت منظمة المؤتمر الإسلامي التي لم تدافع عن المسلمين في العراق، وسقط الفاتيكان الذي لم توقف اعتراضاته العدوان، وسقطت جامعة الدول العربية ومعها مجلس الدفاع العربي، ومكتب مقاطعة «إسرائيل»، ولاحت في الأفق ظلمات عهد جديد لجامعة دول الشرق الأوسط التي سيتزعمها الحاكم العسكري الأميركي في العراق لأنه يحل محل الخلافة الإسلامية العباسية في بغداد، المدينة التي بناها الخليفة أبوجعفر المنصور

العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً