العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ

سيداتي آنساتي... السائقات

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

ثمة خطأ ترتكبه بعض السيدات يجعلهن كوارث على الطريق من دون ادراك منهن بأن ما يقمن به من تحديات لقواعد المرور والمارة وتجاوزات لأخلاقيات القيادة... يعود خطره بالدرجة الأولى عليهن وعلى أسرهن. فأنت يا سيدتي بارتكابك بعض الحماقات أثناء قيادتك السيارة ومزاحمة هذا ومقارعة ذاك ورفع صوتك بالصراخ والشتائم حتى يعلو على ضجيج السيارات وتتوجه الأنظار كلها في دقيقة واحدة إلى حيث تقفين بسيارتك ويفد الناس من كل صوب وأنظارهم متجهة نحوك وآذانهم تصغي لما تقولين.... هل تعتقدين أن كل هذا اعجاب بك وتشجيع لك أو أن الطرف الآخر أخطأ في حقك وأنت محقة فيما تفعلين وعليك تلقينه درسا لن ينساه؟ لا يا سيدتي كل هذه النظرات والعيون المتعلقة بك مستنكرة لما تفعلين، منكرة عليك وأنت بكامل أناقتك وبسيارتك الفخمة تصرخين في وسط الشارع كأنه خالٍ إلا منك... إن هذا التصرف المتهور الأحمق يفقدك قدرا كبيرا من احترامك وهيبتك كونك امرأة تزدان بالحياء والعفة والصوت المنحفض. ثم ان الرجال في هذا الزمان لا يتصرفون كما تتصرفين ويخجلون من المزاحمة والشتم ويترفعون بأنفسهم عن مجاراة من يلجأون إلى مثل هذه الحماقات.

إن قيادة السيارة يا سيدتي علم وفن وذوق وأخلاق. لقد درج الجميع على هذا المفهوم وتعوّد عليه بل اتخذه قاعدة تحكم سلوكه وتصرفاته أثناء قيادته السيارة... هل تعتقدين أنك بتجاوزك سيارة ما قد حققت نصرا وتفوقا... وأربكت فلانا لأنه لا يجيد قيادة السيارة؟ أبدا. ربما هناك كارثة تنتظرك ومن معك... وليت الأمر يقتصر على النسوة السافرات... بل العجب كل العجب من الأخوات المتحجبات وهن يرتكبن الحماقات نفسها ان لم أقل أكثر منها. عذرا سيدتي لقد اخترقت بتصرفك الأهوج قاعدتين: الأولى، كونك امرأة لها وقارها واحترامها. والثانية، قدسية زيك الإسلامي وما يحمله من معانٍ سامية واخلاق رفيعة وآداب إسلامية، وأضاف وقارا إلى وقارك تتحلين به أينما تحلين فكيف تعرضيه للإهانة؟ كيف تجعلين نفسك هدفا للتعليقات اللاذعة بعد أن وصلت إلى مرحلة الوعي والإيمان واليقين برفع صوتك وسط الشارع؟ أليس صوتك عورة؟ هذا إذا كنت تخاطبين شخصا فما بالك إذا كنت تشتمين وتندفعين والناس تراقب انفعالاتك المتشنجة وحركاتك العصبية الخالية من الأدب والحياء؟ وكأنك تقودين صاروخا وليس سيارة، تفعلين كما يفعل الفتية المراهقون... بربك هل هذا لائق بك؟... لا أعتقد... ماذا تفعلين إذا تسببت في حادث مروع أودى بحياة من معك؟... هل تسامحين نفسك؟... لا يا سيدتي حاولي المحافظة على هدوئك واتزانك وترفعي عن مسايرة الأخريات فأنت تقودين سيارتك بهدوء وسكينة مصدرها نفسك الخيرة ومهارتك الفائقة، وبإمكانك تفادي مفاجآت الطريق فلا سرعة مربكة ولا تجاوز متهور ولا غفلة تقودك إلى الموت. هنا تصبحين سائقة ماهرة واعية بأن الخطر محدق بها في أية لحظة وأي مكان... وتعد العدة لدفع أي خطر إذا فاجأها. دعي الأخريات وشأنهن وحركاتهن فهذا لا يليق بشخصك إطلاقا، فليس المطلوب منك أن تكوني كارثة على الطريق. تحلي بالحلم والأدب والتزمي بقواعد المرور بدلا من تعليق أخطائك على هذه وتلك: «هذا لم أنتبه إليه، وذاك مسرع، وهذه تحدثني، وتلك تجاوزتني و... و... و...». فالتحدي في مثل هذه الأمور يقودك إلى الموت المحتم

العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً