توجه لي أحد الأصدقاء في ذلك الصباح بالسؤال قائلا: «لم لا تكتب للناس أن المشاكل لا تأتي لوحدها، بل تأتي مجتمعة في وقت واحد حتى يكاد الشخص يختنق بها». وللأمانة فإنني لم أكن مستقرا على جدوى طرح مثل هذه الفكرة إلا بعدها بيومين.

أصبحت في ذلك اليوم متأخرا ببضع دقائق عن موعدي اليومي، فكانت تلك أولى مراحل يومي التي سببت لي الارتباك واضطرتني للخروج بشكل سريع دون الاهتمام بأهم الأمور التي يجب أن أحرص على القيام بها يوميا، وهو حمل هاتفي النقال، إلا أن ضغط الوقت الضيق والخوف من الاختناقات المرورية التي تشكل قطار سيارات في الصباح الباكر حالتا دون رجوعي لأخذه.

وحينما كنت متوجها عبر منطقة الإنشاءات بالقرب من وزارة العمل، وإذا بـ «حجر» مذبب في أحد طرفيه، خلفته صخرة تكسرت من أعمال الإنشاءات، وأهمل أحدهم إزاحتها، وهو يخترق إطار السيارة، ويصدر الصوت المحبب إلى قلب أي شخص في ذلك الوقت، فأوقفت السيارة، ولم يكن بالقرب مني سوى عامل آسيوي، استعطفته كي يسمح لي باستخدام هاتفه كي أستطيع البحث عمن يقلني من ورطتي، ويوصلني قبل أن أتأخر على موعدي.

ولن ندخل في مناقشة القضاء والقدر والمكتوب المحتوم، لأن الكثيرين لو وضعوا في هذا الموقف، سيكون أول تحرك لهم في إيجاد حل لخليط المشاكل المجتمعة؛ ربما يكون هناك من سيلطم حظه ومن سيستشيط غضبا، لكن القليلين سيتذكرون أن الحل الأسرع للمشكلة هو في بث حالة الاسترخاء منذ اللحظة الأولى في النفس، وفي حالتي قد تكون في وقت الاستيقاظ المتأخر أو نسيان الهاتف أو عطب الإطار، المهم أن معالجتي كانت خاطئة منذ اللحظة الأولى، ولا أريد أن يتعظ الآخرون بتجارب مشابهة، وعليهم أن يتذكروا أن ما من شيء يحدث - خيرا كان أو شرا - إلا وهو مسطور في صفحات الشخص، ولا حقيقة لأقاويل مثل الثالثة ثابتة، التي تعني أن المشكلة الثالثة هي نهاية سلسلة المشاكل.