العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ

مجنون ليلى والمجنون الطائفي

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

هل هناك مقاربة بين مجنون ليلى ومجنون مهووس بالطائفية؟ بهذا السؤال واصل مرزوق حديثه مع احد الصحافيين بعد تطارح فكرة تخصيص عمود لأحد المهووسين يكتب فيه شتائم ضد فئة أو طائفة معنية.

الصحافي: ربما إن المقاربة ليست واضحة، على رغم وجود تشابه.

مرزوق: ما هو التشابه بين الحالتين؟

الصحافي: مجنون ليلى كان قد «استجنّ» بسبب حبّه لفتاة، وكان يمرّ على منزل ليلى يشمّ جداره ويقول:

أمر على الديار ديار ليلى

أقبل ذا الجدار وذا الجذار

وما حب الديار شغفنَ قلبي

ولكن حبّ مَنْ سكن الديار

أما المجنون الطائفي فإنه «يشتمّ» كل شيء، «يشتمّ» الدخان و«يشتمّ» غير الدخان، ومن ثم «يتعفرت» على روحه، ويمسك بقلمه ويبدأ بشتم الفئة أو الطائفة التي يكرهها.

مرزوق: لحظة، أنت قلت إن هناك تشابها، ولكن مجنون ليلي يحب، والمجنون الطائفي يكره، وهناك فرق بين الحب والكره.

الصحافي: نعم الشبه في أن مجنون ليلى يشمّ جدار منزل ليلى، والمجنون الطائفي «يشتمّ» أشياء أخرى.

مرزوق: ولكن حاسة الشم لدينا كلنا.

الصحافي: نعم، ولكن الذي يحب فإن حاسة الشم تكون عنده مضاعفة ويتعرف على حبيبته من خلال الشم، ألم تقرأ الآية القرآنية التي تتحدث عن يعقوب وهو يقول: «إني لأجد ريح يوسف (يوسف: 94)؟

مرزوق: ولكن هذا الحب الذي مكّن يعقوب من معرفة شيء ما عن يوسف بمجرد أن شمّ رائحة يوسف من قميصه يختلف عن المجنون الطائفي الذي يكره ولا يحب.

الصحافي: ولكن الحب والكراهية متشابهان، والفرق أنهما متعاكسان في الاتجاه. إذ الحب يعتمد في كثير من الاشياء على الشم، والكراهية كذلك تعتمد في كثير من مشاعرها على الشمّ.

مرزوق: ولكن المحبّ يشمّ رائحة من يحبه، والمجنون الطائفي لا يذهب ليشم رائحة الذين يكرههم.

الصحافي: ولذلك فإنه يستعيض عن ذلك بشمّ الدخان وغير الدخان. ويعكس الرائحة التي يشمّها ويسقطها على مَنْ يكرههم.

مرزوق: فهمت، هذه هي نظرية الإسقاط.

الصحافي: بالتأكيد، فالذي يشعر بعقدةٍ ما ويكره نفسه لأنه يشعر بنقصانه يُسقط هذه الكراهية على فئة معينة ينفّس فيها عن العقدة التي أرسلته الى الجنون.

مرزوق: وهل من وسيلة لمعالجة هذا المسكين؟

الصحافي: لا توجد وسيلة لعلاج الأمر، فلقد كان مجنون ليلى مجنونا بحبها حتى مماته، والمجنون الطائفي مجنون بكره طائفة معينة حتى مماته..

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً