العدد 2321 - الإثنين 12 يناير 2009م الموافق 15 محرم 1430هـ

في المسألة الغزاوية: أخبار وتعليقات

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الخبر الأول يقول: إن الرئيس الأميركي (بوش) يتفهم حاجة «إسرائيل» للدفاع عن نفسها من عنف حماس... كما أنه يصر على أن الحرب لا يجب أن تتوقف إلا إذا كان هناك تأكيد على أن حماس لن يكون عندها سلاح في المستقبل...

التعليق: رغم أن الرئيس الأميركي معروف بغبائه في أشياء كثيرة إلا أنه فيما يتعلق بجرائم الصهاينة يبقى «متفهما» ومؤيدا لكل جرائمهم، لأنه - لا عافاه الله - يرى أن من حق أصحابه «المساكين» أن يدافعوا عن وجودهم؛ ومن أجل ذلك فإن أهم شيء في تحقيق هذا الدفاع أن لا يكون عند مجرمي الحرب «حماس» أي سلاح مهما كان نوعه! وأقول: هل هناك من أصحابنا من يتفهم حاجة حماس للدفاع عن نفسها أمام كل ما يرونه؟

الخبر الثاني يقول: إن البيت الأبيض خرج ببيان حزين ينعى فيه قطة الرئيس التي نفقت عن عمر في حدود ثماني عشرة عاما! وقد قال البيان: إن الرئيس وأسرته في غاية الحزن لرحيل قطتهم التي كانت واحدة من الأسرة!

التعليق: الرئيس الطيب معروف بحنانه الشديد، وقلبه الكبير فهو لا يتحمل رؤية قطة ميتة لا هو ولا أسرته الكريمة!

ويقول جاهل: فما باله لا يتحرك وهو يرى أشلاء الدماء الفلسطينية التي تمزقت بسبب صواريخه وقنابله المحرقة، وما باله لا يتحرك وهو يرى الأجساد الممزقة التي لا تجد لها من يواريها التراب، وما له لا يتحرك وهو يرى القنابل الحارقة المحرقة وهي تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ... أين الرحمة التي يدعيها؟

أقول لكل هؤلاء: لو كان الفلسطينيون قططا لبكاهم ودافع عنهم، ولو كانوا كلابا لفعل الشيء نفسه، لكنهم رجال وهو لا يحسن التعامل مع الرجال! بئس العقول والعواطف إن كانت على شاكلة عقله وعواطفه!

الخبر الثالث يقول: إن الناطق الرسمي في البيت الأبيض قال: على العالم أن لا يتسرع في تحميل «إسرائيل» قصف مدرسة الأونروا!

التعليق: ربما كان هذا الناطق «الأخرس» صادقا، فربما تكون هذه المدرسة ومدرستان قبلها قد وقعت بنفسها على رؤوس أصحابها، وربما تكون «حماس» الإرهابية هي التي قتلت هؤلاء القوم ثم اتهمت الأبرياء «الصهاينة» بهذا الفعل الخسيس الذي لا يتفق مع طيبتهم المعروفة! أنا أتفق معه في عدم التسرع وتحميل الأبرياء ما لا يحتملون!

الخبر الرابع يقول: إن شمعون بيريز يتساءل بحرقة: لماذا تحاربنا غزة؟ ولماذا تقتل أطفالنا؟ ثم يقول: أنا أحب الفلسطينيين والعرب، نحن لا نقصف المساجد، نحن نحارب حماس الإرهابية التي نكرهها كما يكرهها بعض العرب...

التعليق: تقول العرب «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» هذا المثل ينطبق على هذا الـ «شمعون» وعلى كل «شمعون» مثله... غزة هي التي تحاربه! وأطفال الصهاينة هم الذين يقتلون!

لو نظر هذا الصهيوني إلى تاريخه رآه حالك السواد، فجرائمه لا تكاد تتوقف، فهو يشارك وشارك في قتل الفلسطينيين منذ عشرات السنوات وقبل حماس والجهاد. وهذا يؤكد حبه للعرب وللفلسطينيين! هذه الجرائم وهو - فض الله فاه - يحب الفلسطينيين... ماذا كان سيعمل لو لم يكن يحبهم؟ هل ألومه، أم ألوم «بعض العرب» الذين أشار إليهم؟!

الخبر الخامس يقول: إن محمود فيّاض رئيس وزراء الدولة الفلسطينية قال في لقاء تلفزيوني: إنه أنكر العدوان على غزة، وأنه مستعد لإنكاره بعبارات أشد!

التعليق: لاشك إن «فياض» قام بواجبه فالإنكار والصراخ يكفي لوحده، وهو مستعد أن يفعله مرارا وتكرارا، وقد صدق الرجل، ولو قال شيئا آخر لما صدقته!

الخبر السادس يقول: إن الصهاينة قصفوا برج «الجوهرة» في غزة، وهذا برج يتواجد فيه الصحافيون الذين ينقلون أحداث مجازر غزة...

التعليق: الصهاينة لا ذنب لهم فهم يسيرون على خطى أسيادهم الأميركان الذين قتلوا الصحافيين ودمروا مقراتهم في أفغانستان والعراق، والصهاينة قتلوا صحافيين في غزة ولن يتوقفوا لأنهم لا يريدون لجرائمهم أن تنتشر بين الناس، إنهم يمارسون أخلاقهم كما هي... وصدق هتلر عندما تحدث عن سبب قتله لأعداد منهم!

الخبر السابع: الرئيس الفنزولي شافيز طرد السفير الصهيوني بسبب أحداث غزة، ووصف ما يحدث في غزة بأنه هولوكوست وهجوم بربري...

التعليق: الرئيس «شافيز» فعل ما يعتقد أنه واجبه كإنسان، فهو ليس عربيا ولا مسلما وليس له حدود مع الصهاينة، لكنه رأى البربرية الصهيونية فما كان ليقبل أن تكون له علاقة من أي نوع مع ذلك الكيان البربري...

لكن: ماذا كان يجب أن تقوم به الدول العربية المسلمة التي لها علاقة مع «إسرائيل»؟!

ماذا يجب أن تقوم به الدول التي لها علاقة وحدود مباشرة مع الصهاينة؟!

ألم تهزهم تلك الدماء؟ ألم يتعاطفوا مع تلك الجثث المقطعة؟ حسنا... لا تقطعوا العلاقة، هددوا بقطعها، لا بأس: لا تفعلوا إن كان ذلك صعبا، اعطوهم الطعام والدواء... لاحظوا أنني لم أقل السلاح مع أن ذلك بعض واجبكم، لكن اسمحوا للمعونات أن تصل... أهذا يشق عليكم؟

بوش يقول: إنه سيمد «الضعفاء» بالسلاح رغم كل ما عندهم... فماذا يمكن للعرب أن يفعلوا؟

الخبر الثامن يقول: إن ماليزيا أقامت مؤتمرات حاشدة لنصرة غزة... وأنها قررت مقاطعة البضائع الأميركية باعتبار أن أميركا هي وراء كل الجرائم التي تجري في غزة.

التعليق: يبدو أن قضية فلسطين خرجت من أيدي العرب، فالذي يتحرك بجد هم الأتراك والماليزيون... هل يرضيكم هذا يا عرب؟

أين العربيون؟ أين الإسلاميون؟ أين الليبراليون؟ أين وأين؟

كأني أفتقد الجميع! لكني أرى رحمة الله فوق الجميع...

الخبر التاسع يقول: مجلس الأمن يصدر قرارا بإيقاف الحرب و»إسرائيل» ترفض وتقول: إن هذا القرار لا يعنيها لأنه لا يحقق مصالحها!

التعليق: وهل كان العرب يجهلون موقف مجلس الأمن حتى يلجأوا إليه؟ ثم لماذا يطلبون من ذلك المجلس أن يقف معهم بينما هم لا يفعلون شيئا؟ لماذا لا يتحركون وهم يملكون الكثير؟ لكن يبدو أنهم يريدون رفع العتب عنهم ولا شيء آخر... وربما أن ما قاله بيريز عن «بعضهم» صحيح...

الخبر العاشر: البحرين تدعو لقمة إسلامية إذا تعذرت القمة العربية، وقطر تدعو لاجتماع وزاري، وخطيب مسجد الفاتح في البحرين يدعو للجهاد والمقاومة والوقوف مع حماس، ويصلي على شهداء غزة...

التعليق: الشكر لملك البحرين على دعوته، والشكر للحكومة القطرية على جهودها، ولكن يبدو أن الأفق العربي مسدود وإلا لما انتظر العرب كل هذه المدة، والذي أراه أن تتحرك الدولتان حسب قدرتهما، وأن يتحدثا بكل صراحة عن الآخرين الذين يصرون على الصمت أو المشاركة. وإذا كان البعض يرى أن حماس «إرهابية» وأن جوارها أو وجودها خطر عليهم فالذي أود تأكيده أن ما يجري سيجعل الإرهاب الحقيقي هو السلعة الرائجة، وسيجعل كراهية الحكام هو الأصل عند الشعوب، وسيجعل عند دعاة الإرهاب مادة كبيرة لتغذية الإرهاب ونشره عند الشباب... فهل يعي الحكام هذه الحقيقة؟ وهل يعيدون النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان!

أما خطيب مسجد «الفاتح» فله الشكر على موقفه النبيل، والوقوف إلى جانب إخواننا في غزة بكل ما نملك مطلب إسلامي ومصلحي وشعوبنا تفهم ذلك جيدا.

الأخبار «الغزاوية» كثيرة لا تكاد تتوقف، والقلوب تتابعها خوفا منها وعليها، ولكن أسوأ هذه الأخبار وأشدها غرابة مقولة الرئيس الفلسطيني - تخيّل الرئيس الفلسطيني - الذي قال: إن «إسرائيل» إذا لم تقبل قرار مجلس الأمن فهي المسئولة عن قتل المدنيين في غزة! ثم قال - لا فض الله فاه - إذا كانت المقاومة ستفني الشعب فلا حاجة لنا فيها!

لولا أنني سمعت هذا الكلام أكثر من مرة لما صدقته ولو أقسم لي عليه طائفة من المسلمين... وأعجب من هذا الرئيس وكيف يفكر... هل إذا قبلت «إسرائيل» بوقف القتال تكون حماس هي المسئولة عن دماء الغزاويين؟ ثم ألا يعرف الرئيس أن لكل حرية ثمنا؟ ألا يقرأ التاريخ؟ أم أنه يريد «ملكا» مهما كان هزيلا؟ ثم إذا كان يؤمن بكل ما يقول - وهو كذلك - فهل من اللباقة أن يقول هذا الكلام في هذا الوقت وهو يرى ماذا يحلّ على قومه؟

أخبار غزة أكثر من أن تحصى، ومآسيها أكثر من أن تذكر، والأمل في الله وحده... والله المستعان.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2321 - الإثنين 12 يناير 2009م الموافق 15 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً